القوارب المفخخة.. سلاح حوثي زهيد يهدد ملاحة البحر الأحمر
من المتوقع أن تؤثر العمليات العسكرية النوعية للتحالف العربي على مخازن الصواريخ والسلاح في صنعاء على قدرات الحوثي العسكرية، وبالتحديد الطائرات المسيرة، الأمر الذي سيدفع المليشيات إلى استخدام سلاح آخر من المفخخات التي تمتد آثارها لخارج الحدود اليمنية بما يصب في صالح الداعم الأول للمليشيات وهي إيران كأداة ابتزاز في مواجهة العقوبات الأمريكية.
أكد المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أن قوات التحالف تلاحق الحوثيين الذين يهددون الملاحة البحرية. مشيراً إلى تعامل قوات التحالف مع قارب حوثي مفخخ كان يستهدف سفينة تجارية في البحر الأحمر.
قال في مؤتمر صحافي، الاثنين، إن التحالف مستمر في تحييد القدرات النوعية للحوثيين، موضحاً أن "التحالف يتصدى للطائرات المسيّرة والصواريخ الحوثية"، مشيراً إلى أن قوات التحالف تعاملت مع "قارب مفخخ للحوثيين كان موجهاً نحو سفينة تجارية في البحر الأحمر".
هناك القليل من الصور المتاحة حول القوارب الحوثية القابلة للتحكم عند بعد، غالبيتها تدلل على تصنيع نوعين مختلفين على الأقل من هذه القوارب. النوع الأول يتمثل في الزوارق السريعة المعدلة، التي نجح التحالف العربي في ضبطتها في يناير 2018.
نشرت وزارة الدفاع الأمريكية صورة لهذا النوع من الزوارق، وحملت اسم Shark-33. هذه الزوارق تعمل بمحركين خارجيين من نوع "ياماها" بقوة 200 حصان، مزودة بكاميرات، وموجهات قيادة هيدروليكية، ولاقطات هوائية بتقنية "GPS"، وكذلك حواسيب ملاحية.
أما النوع الثاني من القوارب، المكتشف مؤخرا، فيحمل اختلافا جوهريا عن النوع الأول، وهي قوارب صغيرة جدا، وأكثر تعديلا من الناحية التقنية. جرى تصميم هذه القوارب لتطفو على مستويات أقل من المياه، وتستطيع استغلال خصائص خفية للوصول خلسة إلى أهدافها.
ويجري تشغيل هذا النوع من القوارب بمحرك خارجي من طراز "ياماها" بقوة 200 حصان، مزود بعبوات ناسفة مختلفة عدة، موضوعة في صناديق خشبية موزعة في جميع أنحاء الهيكل. جرى تزويد هذه القوارب كذلك بأنظمة "GPS" والعديد من المكونات الإلكترونية.
وأشار عسكريون إلى أن هذه القوارب تشترك بخصائص مشتركة مع قوارب نمور التأميل الانتحارية. ومن المحتمل أن يكون التغيير الحاصل على تصميمها الخارجي بمثابة علامة على تغيير في إستراتيجية الحوثيين الخاصة بالقوارب الانتحارية، بعدما تمكن التحالف العربي من إحباط هجمات القوارب الحوثية على السفن والأصول السعودية.
هذه القوارب المتفجرة ليست إلا جزءا من صورة أكبر، تحاول فيها القوات الحوثية ممارسة الضغط على دول التحالف، من خلال استهداف البنيتين المدنية والعسكرية. وهذا هو السبب الذي دفع المتمردين الحوثيين إلى إطلاق صواريخ بالستية على مدن ومنشآت وناقلات سعودية. وهذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير الإجراءات الإيرانية والعراقية خلال "حرب الناقلات"، وإن كان ذلك على نطاق أصغر.
وتقول مصادر إن من يعملون في وحدات القوارب ذاتية القيادة، وطائرات الدرون أيضا، ليسوا يمنيين على الأرجح، إذ يقاتل في صفوف الحوثيين “مستشارون” من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الشيعي.
وفي يناير 2017، استهدف الحوثيون سفينة حربية سعودية باستخدام قارب يتم التحكم فيه عن بعد. وفي أبريل 2017، حاول الحوثيون تفجير محطة وقود ومحطة لتوزيع الغاز تابعة لشركة أرامكو السعودية في جازان باستخدام زورق عالي السرعة مزوَّد بالمتفجرات.
وحذر عسكريون من تحركات حوثية إيرانية على سواحل المديريات الشمالية لمدينة الحديدة وجزيرة كمران، مشيرين إلى وجود خبراء إيرانيين في مديريتي اللحية والصليف لتدريب الميليشيات على الزوارق المفخخة ذاتية الدفع والألغام البحرية لتنفيذ عمليات إرهابية خلال الأيام القادمة.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الميليشيات تعد لتجهيز أكثر من 400 قارب مفخخ على أيدي خبراء إيرانيين، يدربون عشرات الحوثيين القادمين من صعدة تحت إشراف الحارس الشخصي لزعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، المشرف الأمني عن الحديدة أبو علي الكحلاني.
وذهب البعض للتأكيد على الميليشيات تخطط لنقل معاركها إلى البحر وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن بالزوارق المفخخة والألغام البحرية، إضافة إلى القيام بعمليات قرصنة بحرية، ولم يستبعد البعض أن يكون هناك تنسيق بين الحوثيين وقراصنة أفارقة بوساطة إيرانية.