التخلص من الأتباع.. عقد المليشيات الحوثية ينفرط
رأي المشهد العربي
منذ بداية الأسبوع الجاري ولا تتوقف حوادث القتل والإعدام والتنكيل التي تقدم عليها المليشيات الحوثية بحق أتباعها في مناطق متفرقة، مما يشي بأن هناك حالة خواء يعانيها جسد المليشيات المتفكك بالأساس ولكنه كان هناك رابط يحافظ عليه وهو المال الإيراني، غير أن انعكاسات انحصار وصول تلك التمويلات ظهرت جلية في تلك الحوادث التي تكشف عن انفراط عقد المليشيات الإيرانية.
هناك عدة تفسيرات لما تقدم عليه المليشيات الحوثية في تلك الأيام أولها، أن رأس القيادة التي توجه الأفراد أضحت غير متفرغة للسيطرة على ما يجري بداخلها، وبدا أن هناك أولويات أخرى ترتبط بالصراع على السلطة والبحث عن الأموال ومحاولة تأمين نفسها في حال تدهورت الأوضاع بشكل أكبر، وبالتالي فإن حوادث القتل ترتبكها مجموعة من الأفراد الصغار داخل المليشيات.
وكذلك فإن تلك الحوادث تؤكد على أن مستقبل العلاقة داخل المليشيات الحوثية سيغلب عليها الطابع الثأري تحديدا فيما يتعلق بالعلاقة مع شيوخ القبائل التي تعتمد عليهم المليشيات الحوثية، ومن المتوقع أن تسوء العلاقات بشكل كبير معها ما سيجعل الاعتماد الأكبر على المرتزقة الذين يقدمون على ارتكاب جرائم كالتي حدثت مع القيادي مجاهد قشيرة.
انقلاب المليشيات على بعضها البعض يبرهن على أن هناك حالة رفض شعبي كبير تجاهها وبالتالي فإن التخلص من العناصر القوية يستهدف بالأساس تقليم أظاهر القيادات الشعبية التي تشكل خطرا عليها، وفي جميع الأحوال فإن ذلك يؤكد على إمكانية وجود ثورة شعبية تنزع سيطرتها على بعض المناطق، تحديدا في المناطق التي لا تنفذ فيها بشكل كبير.
وكذلك فإن الأمر لا ينفصل عن صراعات السلطة التي أضحت واضحة للجميع تحديدا في ظل قيام بعض الأسماء الصغيرة بالترويج لنفسها باعتبارها قادرة على الحصول على تمويلات جديدة بعيداً عن طهران التي أنهكتها العقوبات الأمريكية، وقد يكون ذلك من خلال العناصر التي تربطها علاقات قوية بالإصلاح وقد يكون لديها قدرات على جذب المال القطري كبديل لنظيره الإيراني.
وكذلك فإن ضعف المعارك العسكرية التي تخوضها تلك العناصر الانقلابية في غالبية محافظات الشمال نتيجة خيانة قوات الجيش التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، سمح لها بأن تتفرغ لخلافات داخلية بعيداً عن الخطر الأكبر والمرتبط ببقائها، تحديدا في ظل اعتمادها على الخبراء الإيرانيون الذين يتولون مهمة إطلاق الطائرات المسيرة والقوارب المخففة في مواجهة قوة غارات التحالف العربي بعيداً عن المعارك العسكرية الصغيرة التي كان معظم المرتزقة التابعين لها ينشغلون بها.
قد يكون التداخل بين الإصلاح والحوثي أحد عوامل انفراط عقد المليشيات حال حدوث خلافات بينهما إذ أن المليشيات الحوثية في الوقت الحالي تتحاشى مواجهة القبائل التابعة لعائلة الأحمر والتي تتبع الإصلاح في حين أنها تركز عملياتها على القبائل المتحوثة، وفي حال اجتماع القبائل عليها فلن تستطيع مواجهتها بأي طريقة من الطرق.