تسجيلات صوتية تفضح مجازر الحرس الثوري الإيراني في سجن إيفين
كشف الصحفي الإيراني، رضا غلبور، الذي كان يعمل بوسائل إعلام التيار المتشدد والمعتقل باتهام «التجسس لصالح إسرائيل»، في تسجيلات صوتية مسربة له من سجن «إيفين»، عن شبكات الفساد الواسعة في إدارة الاستخبارات الحرس الثوري والقضاء، اللتين يهيمن عليهما المتشددون المقربون من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
تكشف التسجيلات ملفات فساد رجل الدين المتشدد، حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري المعروف بمعاملته الوحشية للسجناء السياسيين الذين يحتجزهم في القاطع «2 ألف» من سجن إيفين، بتهم مزعومة تتعلق بالأمن القومي.
وتعتبر استخبارات الحرس جهازا موازيا لوزارة الاستخبارات الإيرانية، وكان لها دور بارز في القمع الدموي للانتفاضة الخضراء عام 2009 واحتجاجات عام 2018 بحسب منظمات حقوقية إيرانية.
كما تكشف التسجيلات أسماء 18 من كبار المسؤولين العاملين في إدارة الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، المتورطين بالفساد والقمع.
كما يقدم أسماء المسؤولين عن استهداف الناشطين في مجال البيئة، وإدارة القسم «2 ألف» في سجن إيفين، ومسؤولي الاتصال بالمجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد.
وتم نشر التسجيلات الصوتية بواسطة شهرزاد ميرقليخان، المفتشة السابقة في هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإيرانية بين عامي 2014 و2016 التي غادرت البلاد مع رئيسها أي رئيس الهيئة السابق، محمد سرافراز، حيث يعيشان في سلطنة عمان، منذ أشهر.
وقامت شهرزاد وسرافراز الذي استقال من منصبه عام 2016 بضغوط من طائب، بفضح جوانب من الفساد المستشري في جهاز استخبارات الحرس والسلطة القضائية الإيرانية.
ووفقاً لموقع «إيران واير» الإخباري المعارض، انتشرت المقاطع الصوتية أول مرة عبر حسابات ميرقليخان على مواقع التواصل، ومدتها حوالي 170 دقيقة.
يخاطب «غلبور» خلال التسجيلات رئيس السلطة القضائية الجديد، إبراهيم رئيسي، ويطلب منه متابعة ملف شبكة الفساد في استخبارات الحرس وملاحقة حسين طائب، وذلك أثناء توضيح حول شبكة من الروابط العائلية والعلاقات المرتبطة بشبكة الفساد المذكورة، حسب أقواله.
وتدعي الأشرطة أيضًا عن علاقة طائب مع محمد علي جعفري، القائد السابق للحرس الثوري وأحمد متوسليان، القيادي السابق بالحرس أثناء الحرب مع العراق الذي اختفى بشكل غامض في عام 1982 بينما كان في مهمة إلى لبنان، حيث تقول مصادر إنه ما زال محتجزًا لدى الإسرائيليين.
ومن بين حكايات غلبور المفصلة عن عائلة طائب الادعاء بأنه هدد زوجته بمسدس عندما شك في خيانتها مع أخيه.
ويشرح غلبور أيضا تورط والد زوجة طائب، رجل الدين الشهير علي أكبر موسوي حسيني، بفضيحة جنسية في ألمانيا في أواخر التسعينيات قال إن عميلا للمخابرات الألمانية صوره بعلاقة حميمة غير شرعية.
ويوضح غلبور أن السلطات الألمانية فعلت ذلك كورقة من أجل الإفراج عن هيلموت هوفر، رجل الأعمال الألماني الذي سُجن في عام 1998 بتهمة ممارسة الجنس غير الشرعي مع امرأة إيرانية، وأصبحت تعرف باسم "قضية الجنس الألمانية". وقد حُكم على هوفر في البداية بالإعدام ولكن تم الإفراج عنه في أبريل 1999.
وتشير التسجيلات إلى ملفات فساد عديدة ضد شخصيات بارزة في القضاء، حيث يقول غلبور إن ثلاثة رجال في المؤسسة القضائية قد حققوا الملايين من خلال صفقات فاسدة ويركز على اسم صادق آملي لاريجاني، الرئيس السابق للقضاء الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام.
كما يتحدث عن معاون لاريجاني السابق، علي أكبر اتباعي طبري، وكذلك عباس جعفري دولت آبادي ، الذي كان المدعي العام في طهران لمدة 10 سنوات قبل أن يقيله رئيسي.
وكان علي رضا زاكاني، النائب المحافظ والناقد القاسي للرئيس روحاني، قد سبق له أن وجه اتهامات بالفساد ضد طبري، وقال إنه ضمن شبكة فساد الأخوة لاريجاني الذين تحالفوا مع روحاني لفترة من الزمن.
يكشف غلبور كذلك عن تجربته الخاصة في تعرضه للتعذيب، وخصوصاً خلال 27 شهراً في قسم «2 ألف» في إيفين، حيث يقول إن طائب حاول جاهدا إنزال عقوبة الإعدام ضده.
ويقول غلبور إن استخبارات الحرس الثوري زرعت قبل اعتقاله كاميرات في غرفة نومه وحمامه، بهدف تسجيل أشرطة من زوجته الأمريكية كريستين دايلي، التي تعمل كمراسلة لصحيفة «ديلي ستار» التي تصدر باللغة الإنجليزية في بيروت.
واتهمت استخبارات الحرس الثوري غلبور وزوجته بالتخابر مع جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» في موقع الميليشيات الأفغانية التي كانت تقاتل مع قوات الحرس الثوري الإيراني في خان طومان بحلب عام 2016.
كما اتُهم غلبور باستخدام زوجته لكسب معلومات قادة الحرس الثوري وإرسالها لجهات معادية، وهي تهمة مذلة ومعتادة تستخدمها بانتظام المؤسسات الأمنية الإيرانية ضد من يريدون القضاء عليه، بحسب «إيران واير».