سجون الحوثي القاتلة.. معلمون في مسالخ المليشيات
لا تتوقف مليشيا الحوثي الانقلابية عن استهداف المعلمين بغية ضمان ولائهم لها، واستخدامهم في ضم عناصر جديدة لصفوفهم، ضمن سياسة توسُّعية قائمة على أجندات إرهابية.
تقارير رسمية كشفت أنّ أكثر من 300 معلم تعرَّضوا للاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب في سجون مليشيا الحوثي، وهي ممارسات تكشف وجهاً إرهابياً، لم يكن في حاجة لما يكشفه.
نقابة المعلمين كشفت أنّ سبعة معلمين قُتلوا تحت سجون المليشيات، حيث تعرَّضوا رفقة المئات غيرهم لاعتداءات مروِّعة ومعاملة غير إنسانية ومهينة.
وإزاء هذه الحالة المزرية، اضطر نحو 20 ألف معلم للنزوح من المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي إلى المناطق المحررة، بسبب تصاعد حملة القمع ضد المدنيين على مدى الأربعة الأعوام الماضية.
ولم يمنح القدر حظاً سعيداً لكثيرٍ من المعلمين للتمكّن من النزوح بعيداً عن مناطق الحوثيين، فباتوا قابعين في أوضاع إنسانية مروِّعة، ضاعفتها عدم تقاضي الرواتب منذ سنوات.
كما أنَّ 4000 معلم فُصلوا من وظائفهم واستبدلوا بعناصر من مليشيا الحوثي، بعضهم متورط في جرائم وأعمال عنف، حسبما بيّنت النقابة.
قطاع التعليم أصبح جزءاً من الحرب وأحد أهم ساحات التحشيد للقتال، حتى أنّ عدداً كبيراً من المدارس في مناطق سيطرة الحوثيين تحوَّل إلى معسكرات تعبئة وتدريب.
كما عملت المليشيات على ملف المناهج، وأجرت عليها تعدلات، تحض على الكراهية والتمييز والعنف، وهي تأثيرات تطال نحو ثلاثة ملايين طالب وطالبة يتوزعون على مرحلتي التعليم الأساسي والتعليم الثانوي.
إجمالاً، حيث سيطر الحوثيون على قطاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ابتداء من تعيين شقيق زعيم الجماعة وزيراً للتعليم في حكومتهم غير المعترف بها، ثم تغيير المناهج وزج سيرة مؤسس جماعتهم في المقررات الدراسية، حتى وصل بهم الأمر إلى تعيين القيادي في الجماعة "علي يحيى شرف الدين" نائباً لوزير التعليم العالي والبحث العلمي.
كما استغلت مليشيا الحوثي انتهاء موسم العام الدراسي لتباشر في إقامة هذه المراكز الصيفية للأطفال والنشء والشباب في المدارس، لتغرس من خلالها أفكاراً إرهابية متطرفة مثل الولاية والجهاد وحب آل البيت وتدريبهم للقيام بالطقوس الاثنى عشرية التي يقومون بها في المناسبات التي يحيونها.
هذه المراكز غير مستحدثة على الحوثيين، لكنّها تأتي امتداداً لسياسة المليشيات منذ نشأتها الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ لجأت إلى التعليم البديل وغير الرسمي لاستقطاب الشباب، ومن ثم تحويلهم إلى مقاتلين في صفوفها.