مكر الجنرال .. إرهاب الأحمر الذي لن تمحيه تصريحات الغزل الكاذبة
الجمعة 26 يوليو 2019 18:01:47
"اليمنيون وأشقاؤهم في التحالف يخوضون حرباً لإفشال مخططات إيران في المنطقة، ممارسات الحوثيين الإرهابية تتطلب إخلاصاً لتحقيق النصر".. أي قناع ذلك الذي ارتداه نائب الرئيس علي محسن الأحمر، وهو يمضي في ارتداء عباءة الشرعية وتستُّر بغطاء التحالف ليجني مكاسب ونفوذاً أكثر.
أجرى محسن الأحمر زيارةً لأحد معسكرات التهريب، وتغنى بالتحالف وأشاد بنجاحاته وهاجم الحوثيين وإرهابهم، تصريحاتٌ لم تكن إلا استمراراً في ذلك "التمويه" الذي يروِّجه هذا الجنرال الإخواني المتهم بالتورُّط في علاقة تقارب آثمة مع المليشيات الانقلابية. الأحمر تستّر خلف غطاء "الشرعية" لإخفاء جرائمه التي تتكشف يوماً بعد يوماً، في وقتٍ يسعى من خلال تصريحاته للتناغم مع نبرة الكراهية الشعبية للمليشيات الحوثية، بينما لا تقل ممارساته على صعيد العلاقات المتجذرة مع التنظيمات الإرهابية خطراً.
مثالاً لا حصراً، فإنَّ فرع تنظيم القاعدة في بلدة يكلا الواقعة بين رداع ومأرب، التي تعد معقل الإخوان، تعتبر المركز الرئيسي للتنظيم الذي يحصل على أسلحة قدمت على أنّها دعمٌ للجيش اليمني عن طريق محسن الأحمر. كما أنّ الجماعات الإرهابية في البيضاء تمكَّنت من الحصول على أسلحة بدعم مباشر من "الأحمر"، وتمّ عندما انطلقت حملة عسكرية من قِبل "الأخير" في مأرب وتحديداً في أبريل 2018 تحت ذريعة فتح جبهة ضد الحوثيين انطلاقاً من يكلا إلا أنّ التوجيهات للحملة كانت تتضمَّن إعلان الاستسلام عند الوصول للمدينة التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين.
دليلٌ آخر أثبت تورُّط الأحمر في دعم الإرهاب، ففي 29 يناير 2017 فاجأت القوات الأمريكية، "القاعدة" وحزب الإصلاح بعملية إنزال مباغتة في مناطق بمحافظة البيضاء التي تعد الوكر الأبرز لتنظيم القاعدة، وكشفت الوثائق التي تمت مصادرتها خلال العملية عن علاقة لعلي محسن الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح المدعومين من قطر بعملية التسليح لتنظيم القاعدة الإرهابي ووصول المواد المتفجرة إليه والمستخدمة في تفخيخ السيارات والعبوات والأحزمة الناسفة.
كما كشفت الوثائق عن استخدام الأحمر لإرهابيين من أجل تنفيذ اغتيالات ضد معارضي الإخوان، والتي من أبرزها تنفيذ عملية الاغتيال التي طالت محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد في 6 ديسمبر 2015، حيث تم التخطيط للعملية في البيضاء، وتم تنفيذها بالتعاون مع جماعة إرهابية كانت تسيطر أنذاك على مدينة التواهي قبل تطهيرها من قوات الأمن فيما بعد.
وبينما تمثل مليشيا الحوثي الانقلابية فصيلاً إرهابياً يميل الفكر الشيعي، والإخوان جماعة إرهابية أيديولوجيتها سنية، إلا أنّ مصالح الجانبين قد تقاطعت بشكل واضح في قضايا سياسية معينة، وقد اتضح ذلك مما كشفته تقارير دولية تحدثت عن خفايا الحروب الستة التي شنها عبد الله صالح بقيادة محسن الأحمر القيادي البارز في الإخوان الذي كان حليفاً قوياً له، على الحوثيين في صعدة منذ العام 2004 وحتى 2009، أنّ هذه الحروب تمَّت باتفاقٍ بين الطرفين ولم تكن لخلافات سياسية مع المليشيات بل لابتزاز السعودية وتشكيل كيان قوي مناهض لها في اليمن، وقد لعب الأحمر دوراً مؤثراً في تلك الخطة.
ويُحقّق محسن الأحمر الكثير من الأموال جرّاء شبكات التهريب إلى الحوثيين التي يديرها بنفسه، كما أنّ مصالحه واستثمارات في مناطق المليشيات لا تزال آمنة، ما يعزِّز من دلائل التقارب بين جنرال الشرعية والانقلابيين.