الضالع نقطة انطلاق القوات الجنوبية لاستعادة الدولة

السبت 27 يوليو 2019 19:00:00
الضالع نقطة انطلاق القوات الجنوبية لاستعادة الدولة

رأي المشهد العربي

تسببت المليشيات الحوثية من دون أن تقصد في أن تتحول الضالع من معركة لمد نفوذها إلى محافظات الجنوب إلى نقطة انطلاق القوات المسلحة الجنوبية، التي ألحقت بها هزائم متتالية في جبهات عدة، قبل أن ينطلق أبناء الجنوب لحصار المليشيات الحوثية إلى ماخلف الحدود، الأمر الذي يعد له دلالات عسكرية هامة ترتبط بعدم اقتصار أدوارها على الدفاع فحسب بل المضي قدماً لأن تكون ركيزة استعادة دولة الجنوب.

خلال الأيام الماضية توغلت القوات الجنوبية في عمق محافظة تعز حيث استطاعت السيطرة على بعض المواقع الهامة، أبرزها قرية حاجر وعدد من التباب المطلة على المنطقة ومنطقة الشعب الأحمر التي تتبع إداريًا ماوية في تعز.

كما سيطرت القوات الجنوبية على جبل الذيب وجبل مصانع وجبل المدينة وجبل الاسناد، ومواقع الشوق في محور الأزارق، وذلك بمساندة جوية من قوات التحالف العربي، التي هي الأخرى ثمار تلك المساندة بعد أن لمست تقدماً ملحوظاً لأبناء الجنوب في عمق مواقع سيطرة المليشيات الحوثية.

ما حققته القوات الجنوبية من انتصارات عسكرية يحمل جملة من الدلالات السياسية الهامة للجنوب، إذ أن ذلك يبرهن على أن هناك قوة عسكرية لبناء دعائم الدولة الأساسية، وأن تلك القوة تمتلك الشرعية الشعبية المؤيدة لها، سواء كان ذلك بالانضمام إليها في المعارك التي تخوضها، أو تتعاطف معها بشكل يظهر مرارا وتكراراً في حملات الإغاثة التي تصل من أبناء الجنوب إلى المرابطين في الجبهات.

انتصار القوات الجنوبية في معركة الضالع والتمدد إلى تعز يُكسبها مزيد من التأييد والدعم، ليس فقط على المستوى الشعبي ولكن على المستوى الدولي والإقليمي أيضاً، لأنها ستكون رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه مستقبلاً، كما أن قوتها تضفي إليها اعترافاً دولياً، باعتبارها استطاعت أن تحد من نفوذ المليشيات الحوثية في وقت تتجه فيها الأنظار دولياً للتعامل مع المليشيات المدعومة من إيران باعتبارها خطراً يهدد الأمن الإقليمي.

الدعم السياسي الذي تلقاه القوات المسلحة الجنوبية من المجلس الانتقالي الجنوبي يبرهن على أن هناك ذراعين متوافقين على استعادة الدولة، وبالتالي فإن التسويق للقضية الجنوبية دولياً سيكون مصاحباً بالنجاحات العسكرية التي تحققها القوات الجنوبية على أرض الواقع، والتي يوازيها أدوار أمنية داخلية تقوم بها قوات الحزام الأمني التي تسعى جاهدة للحفاظ على عدم اختراق الجنوب أمنياً سواء من قبل المليشيات الحوثية أو من عناصر الإصلاح.