بسبب القبضة الحديدية للملالي.. أحزاب إيران في عداد الموتى
لفتت صحيفة "ستاره صبح " في افتتاحيتها إلى أنّه لدراسة كفاءة الأحزاب في إيران، لا بد من الإشارة إلى نقاط الضعف التي أصابت هذه الأحزاب وشمل نطاقها مختلف الساحات المحلية والخارجية.
تقول الافتتاحية: «تُعدُّ الأحزاب عنصرًا أساسيًّا في إضفاء الطابع الديمقراطي على المجتمعات والوصول إلى حكوماتٍ وبرلماناتٍ فعّالةٍ تحدّد قوتها التنمية. لا يمكن للمجتمعات التي لم تحصل فيها الأحزاب على مكانتها الحقيقية، أن تخطو في مسار التنمية والتقدّم كما تستحق.
من ناحيةٍ أخرى، تعتبر الأحزاب من أهم المؤسسات التي تقوم بتدريب المواطنين وتحقق التنشئة السياسية للمجتمع في البلاد، والتي من خلالها يخطو كل مواطن في المجتمع، من خلال الاعتراف بحقوق المواطَنة وواجباتها، خطواتٍ أكثر فعالية نحو التقدم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، والثقافية وحتى السياسية في البلاد.
إذا كنا نريد دراسة تواجد وكفاءة الأحزاب في إيران، فعلينا أن نشير على أي حال إلى النقاط التي أصابت الحزب -كمؤسسة أساسية لتحقيق التنمية-بالمشاكل ونقاط الضعف، التي شمل نطاقها مختلف الساحات المحلية وحتى الخارجية.
في غياب الأحزاب القوية، تتحمل تياراتٍ مسؤوليات الإدارة في البلد، وهي تياراتٌ لا تتمتّع بالخبرة والمهارة والقدرة اللازمة على إدارة شؤون الوطن. وتنقسم نقاط الضعف هذه إلى عدة فئات: أولًا، الأحزاب الكبيرة الموجودة في البلد ليست نتاج تفاعلاتٍ تنافسية، وهي تتشكّل في مجموعة انتقائية، وهي مجموعة تقوم هويتها في الأساس على التعيين لا الانتخاب. في الواقع، ليست الأحزاب نتاج تفاعلات تنافس «دوري»، أي مثل فريق كرة القدم الذي يبدأ من الأحياء، ويصعد من التصنيف الثالث والثاني ثم أخيرًا إلى المرتبة الأولى، وبعدها يصعد إلى الدوري الممتاز، ويدخل في المسابقات الآسيوية، ثم يظهر كفريقٍ وطنيٍّ في بطولة العالم.
لا تمرُّ الأحزاب بهذه العملية، وبالتالي عندما ترغب الشخصيات السياسية المميزة والقوية في الجلوس جنبًا إلى جنب، فإنّ المساحة تكون صغيرة بالنسبة لهم لأنّهم لم يمروا في هذا المسار، إذ لو مرّوا بهذه العملية لأدركوا حينها أنّه يمكن لشخصٍ واحدٍ فقط أن يجلس على المقعد الأول، وأن يجلس شخص آخر في المقعد الثاني ويكون الجميع راضين، لأنّ الشخص الذي جلس على المقعد الأول يعتبر أنّ التواجد في هذا الكرسي نتيجةً للمنافسة والتحدي مع الشخص الثاني، وهو متأكّدٌ أنّه جلس على تلك المنصة بانتصاره وقدراته.
وبهذه الطريقة، لا يُعتبر هذا الشخص نفسه قوةً مُطلقة، لأنّه يعلم أنّه يجب عليه أن يصارع مرةً أخرى مع الشخص الثاني، كما لن يسعى الشخص الذي يتواجد في مستوى أدنى إلى منافسةٍ غير صحيّة مع الشخص الذي يفوقه، لأنّه يعلم جيدًا أنّه من خلال المنافسة الصحية ستتوفر له إمكانية ترقية مستوياته الحزبية. يمكن القول أنّ تشكيل الأحزاب في إيران لا يتضمن عمليات منافسة حزبية داخلية وخارجية، وأنّ الأفراد بدلًا من أن يصلوا إلى مقاعد أعلى نتيجة تفاعلاتٍ وعبر مواجهةٍ داخل الأحزاب، في الغالب يتم تعيينهم في مناصبهم».