تعرف المخطط التركي القطري للوقيعة بين عرب وأكراد سوريا
بالتزامن مع التهديدات التركية المُتزايدة باجتياح المناطق الكردية شمال سوريا، كثّفت المُخابرات التركية بالتعاون مع الإعلام القطري، من حملتها الإعلامية ضدّ قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك عبر فبركة انتهاكات بحق المدنيين العرب من قبل المُسلحين الأكراد، بهدف نشر الفوضى في منبج ومناطق شرق الفرات، وخلق فتنة عربية- كردية تسهل على أنقرة تنفيذ مخططاتها بالاجتياح العسكري لتلك المناطق.
وتتواصل عمليات الفبركة الإعلامية من قبل جماعات موالية لتركيا من النشطاء السوريين وبالتعاون مع تقنيين أتراك، لتصوير مشاهد تُظهر عناصر على أنهم من قوات سوريا الديمقراطية يعذبون وينكلون بمواطنين سوريين.
ومن آخر عمليات الفبركة هذه، التي كشف عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، شريط مصور يظهر عنصر يرتدي زي "قسد" ويتكلم باللغة الكردية يقوم بتعذيب عائلة عربية وضربهم وشتمهم والقيام بأفعال مخلة بالآداب، بينما يظهر بالشريط سيارة تابعة للأسايش وراية "قسد" بجانبها، الأمر الذي لاقى ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتسعى أجهزة الإعلام التركية والقطرية لتشويه إنجازات قوات سوريا الديمقراطية في القضاء على تنظيم داعش، وإسباغ صفة "الإرهابيين" على المقاتلين الأكراد بشكل خاص.
وهناك دلائل كثر تثبت فبركة الشريط هذا وعدم صحته كلياً، فالشريط يظهر المتحدث ويقول أن هؤلاء هاربين من التجنييد الإجباري، إلا أنه لا يوجد تجنيد إجباري للنساء ضمن قسد، كما أن مسؤولية ملاحقة الفارين من التجنيد هي على عاتق الشرطة العسكرية ولباسهم مغاير للباس قسد المتعارف عليه، كما أن السيارة التي تظهر تابعة للأسايش وهم أيضاً لباسهم يختلف عن لباس "قسد"، كذلك العنصر الذي يقوم بالضرب يرتدي لثام وهو أمر ممنوع في "قسد"، كما أن الشريط جرى تداوله على أنه في منبج حيث سيطرة مجلس منبج العسكري وهناك لا تواجد لرايات "قسد" وسياراتها.
وأدان المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقرّه لندن) مثل هذه الأشرطة المفبركة بطرق بدائية، والتي تظهر تباعاً في وقت تستعد تركيا فيه لشنّ حملة عسكرية شرق الفرات هدفها خلق شرخ وفتنة عربية- كردية.
وكشفت مصادر بأن عدداً من النشطاء المشاركين في هذه الحملة الإعلامية يحاولون استغلال علاقاتهم الخاصة مع صحفيين وإعلاميين ضمن وسائل إعلام عربية ودولية بغية ترويج وبث تقارير مُحرّضة ضد "قسد".
ومطلع يوليو الحالي، وفي ظلّ استراتيجيتها التحريضية للقبائل العربية ضدّ قوات سوريا الديمقراطية، ومكوّنها الرئيس وحدات حماية الشعب الكردية، نظّمت الحكومة التركية اجتماعاً لما أسمته "مجلس القبائل والعشائر السورية"، شارك فيه 500 شخص كممثلين عن 50 عشيرة سورية، وذلك في قضاء جيلان بينار بولاية شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، حيث ندّد مجلس القبائل وفقاً للإعلام التركي، بانتهاكات تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" المُتزايدة ضدّ الأهالي في المناطق التي يحتلها في سوريا.
وتتعامل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بجدّية ضدّ المحاولات التركية والقطرية المُتزايدة، والرامية لإحداث فتنة عربية- كردية في المناطق التي يُسيطر عليها الأكراد في شرق الفرات السوري.
ويقول ساسة أكراد إنّ تركيا تحاول من خلال خلايا تتبع فصائل المُعارضة السورية الموالية لها، تأليب الرأي العام المحلي ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري، بغية إضعاف الأخيرة وخلق حالة من الفوضى في مناطق سيطرتها.
وفي ديسمبر الماضي، وفقاً للأناضول، انضوت 150 قبيلة وعشيرة تحت مظلة مجلس القبائل والعشائر السورية المعارضة، خلال مؤتمر عام عقد في مدينة أعزاز، شمالي البلاد.
وشارك في المؤتمر حينها، ألف شخص، بينهم 400 من الهيئة العامة للمجلس، يمثلون العشائر العربية والتركمانية والكردية والسريانية في مختلف أنحاء سوريا.
بالمقابل، وفي إطار التنسيق المشترك بين الطرفين الكردي والعربي لدرء المخاطر ونبذ الفتن التي تسعى أنقرة والدوحة لبثّها في مناطق شرق الفرات السوري عبر مجموعات تابعة لها بغية جرّ المنطقة إلى فوضى عارمة، عمد مجلس سوريا الديمقراطية مايو الماضي، إلى تنظيم "ملتقى العشائر السورية" في بلدة عين عيسى الواقعة بريف الرقة الشمالي الغربي، حيث اجتمع قادة وممثلون عن قيادة قوات سوريا الديمقراطية مع المئات من مُمثلي العشائر السورية بالإضافة للفعاليات الأهلية والشعبية.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنّ المخابرات التركية والقطرية، وفور الإعلان عن نهاية تنظيم داعش مارس الماضي، بدأت بالتخطيط لسحب شرف الانتصار وأهميته من قوات سوريا الديمقراطية، لتزعم بأنّ هناك إبادة جماعية بحق العرب من قبل الكرد.