حضرموت عمق دولة الجنوب الجنوبي.. هوية راسخة في مسار تحرري

الاثنين 29 ديسمبر 2025 17:59:00
حضرموت عمق دولة الجنوب الجنوبي.. هوية راسخة في مسار تحرري

رأي المشهد العربي

على مدار الوقت، تؤكد حضرموت، بتاريخها العريق وامتدادها الجغرافي والإنساني، أنها جزء أصيل وثابت من دولة الجنوب العربي، هويةً وشعبًا وأرضًا، في انتماء وطني راسخ لا يقبل المساومة أو التجزئة.

فحضرموت لم تكن يومًا كيانًا منفصلًا عن محيطها الجنوبي، بل شكّلت عبر مختلف المراحل ركيزة أساسية في بناء الهوية الجنوبية، وأسهم أبناؤها بفاعلية في صياغة الوعي الوطني الجنوبي والدفاع عن أرضه وقراره السياسي.

تجلّى هذا الانتماء الأصيل في المواقف الشعبية الحضرمية المتواصلة، التي عبّرت ولا تزال تعبر بوضوح عن تمسكها بالمشروع الوطني الجنوبي، ورفضها لأي محاولات تستهدف عزل حضرموت عن عمقها الطبيعي، أو تحويلها إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات والصراعات.

فحضرموت، بما تمتلكه من ثقل بشري واقتصادي واستراتيجي، تدرك أن استقرارها الحقيقي لا يتحقق إلا ضمن دولة جنوبية مستقلة، قادرة على حماية أرضها، وصون ثرواتها، واحترام إرادة أبنائها.

وفي هذا السياق، يتجدد التفويض الشعبي لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، بوصفه الممثل السياسي لإرادة الجنوبيين وحامل مشروع استعادة الدولة.

هذا التفويض لم يأتِ نتيجة ظرف طارئ، بل هو حصيلة مسار طويل من النضال والتضحيات، وتجسيد لثقة شعبية ترى في قيادة المجلس الانتقالي إطارًا وطنيًا قادرًا على ترجمة تطلعات الجنوب إلى واقع سياسي وسيادي.

وتنطلق الدعوة إلى إعلان استقلال دولة الجنوب العربي من رؤية استراتيجية لا تقتصر على البعد الوطني فحسب، بل تمتد لتشمل أبعادًا قومية وأمنية أوسع.

فقيام دولة جنوبية مستقلة، تمتلك قرارها السيادي ومؤسساتها الوطنية، يمثل ركيزة أساسية في حماية المسار التحرري الجنوبي، وكذلك على صعيد تعزيز الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب.

وتدرك حضرموت، كجزء من الوطن الجنوبي، أن معركة مكافحة الإرهاب ليست عسكرية فقط، بل هي معركة دولة وقانون ومؤسسات.

ومن هنا، فإن إعلان دولة الجنوب العربي يُعد خطوة محورية لإغلاق منافذ الفوضى، وتجفيف منابع التطرف، وبناء شراكات إقليمية فاعلة تضمن تحقيق الاستقرار.

حضرموت، بثبات موقفها ووضوح رؤيتها، تجدد اليوم تأكيدها بأنها قلب نابض في جسد الجنوب العربي، وشريك أصيل في مشروعه الوطني.

وتمضي حضرموت، ومعها سائر محافظات الجنوب، خلف قيادتها السياسية نحو استعادة الدولة، بإرادة شعبية واعية، حتى يتحقق الاستقلال الكامل، وتترسخ دولة الجنوب العربي كدولة سلام، وأمن، وحصن للعروبة في وجه الإرهاب والتحديات.