محسن الأحمر يدشن جسور الربط بين قوات الجيش والمليشيات الحوثية
لم تقتصر جرائم علي محسن الأحمر القيادي الإخواني والمعروف بـ"النائب الخائن"، على كشف الجبهات العسكرية وتركها فريسة للمليشيات الحوثية، لكنه كان سبباً مباشراً في بناء جسور الربط بين قوات الجيش والمليشيات الحوثية بسبب دفعه بشكل مباشر أو غير مباشر لقيادات قوات الجيش لإعلان انفصالهم عن قوات الشرعية وانضمامهم إلى المليشيات الحوثية.
خلال الأيام الماضية كان هناك أكثر من واقعة صبت في هذا الاتجاه، وذلك بعد أن أعلن العقيد محمد السدعي قائد كتيبة العربات والعيارات في اللواء ثالث عروبة التابع لـ علي محسن الأحمر محور جبهة الخوبة انشقاقه من قوات الجيش وانضمامه للحوثيين.
يذكر بان العقيد السدعي هو أبن عم القيادي في حزب الإصلاح ومسؤوله المباشر اللواء عبدالكريم السدعي قائد لواء العروبة.
وقبلها بأيام نشر القيادي الحوثي "محمد ناصر البخيتي”، صورة له تجمعه بالعقيد “جمال جوبح ناصر الجماعي” قائد كتيبة في اللواء 63 جبهة الحدود منطقة علب، الذي أعلن انشقاقه عن صفوف قوات الجيش وانضمامه للحوثيين.
وعادة ما يقوم القيادات العسكريين التابعين لحزب الإصلاح داخل قوات الجيش بإعلان انضمامها لمليشيا الحوثيين وسبق وتم تسليم عدة جبهات من قبل قيادات الإصلاح لمليشيات الحوثي الاخوانية لأهداف سياسية كان أخرها في الضالع والبيضاء.
ويرى مراقبون أن اقتصار الانشقاقات على الأعضاء التابعين للإصلاح يبرهن على أن هناك هدف سياسي يدفعهم لهذا الأمر، وأن على محسن الأحمر هو من يتولى تنفيذ السياسية الإخوانية القطرية التي تسعى لتفريغ قوات الجيش وتقوية المليشيات الحوثية، بناءاً على التحالف القطري الإيراني الذي يحاول بكافة الطرق إفشال التحالف العربي.
وهناك تاريخ حافل من الخيانات التي أقدم عليها الأحمر وحققت في النهاية مصالح قطر والإخوان بدءاً من تسلميه نائب الرئيس هادي الفرقة الأولى مدرع للانقلابيين وتقلد بعدها العديد من المناصب، ما أدى إلى وقوع صنعاء بيد المليشيات في 21 سبتمبر 2014، ومن بعدها كلما أقدم الأحمر على الخيانة يتم ترقيته، وانتهت بسيطرته وتوغل مليشيات الإخوان على معظم ألويات الجيش والمناصب الرفيعة في الحكومة.
وفي معركة حجور بشهر مارس الماضي، ارتدى علي محس الأحمر لواء البطولة المزيفة بتصريحات علنية، ولكنه أعطى الأوامر بعدم تحريك الألوية العسكرية المرابطة في حيران لفك الحصار عن حجور وهو ما ساهم في هزيمتها، بل إن ذلك القرار أعاق قوات التحالف العربي التي كانت بحاجة إلى وجود قوات عسكرية على أرض الواقع بجانب قبائل حجور لإلحاق الهزيمة بالعناصر الانقلابية.
الأمر ذاته تكرر في الضالع، إذ قامت عناصر تابعة للشرعية وحزب الإصلاح، بأوامر من علي محسن الأحمر، بتسليم عدد من المواقع للمليشيات الحوثية في جبهة دمت، أهمها مرتفعات استراتيجية في المنطقة للحوثيين، قبل أن تستطيع القوات الجنوبية، السيطرة على هذه المناطق مرة أخرى، في وقت وجيز، بالرغم من أن ذلك سمح للحوثي باستقدام حشود عسكرية كبيرة لدعمها.
المشهد الثالث كان في جبال العود بمحافظة إب بالقرب من الضالع، إذ أن أبناء القبائل انسحبوا بعد نفاد ذخائرهم، ورفض قيادات الشرعية التجاوب معهم لمدهم بالسلاح، وظلت تقصف مناطقهم بالدبابات والمدفعية طوال شهر ونصف الشهر، فيما لم يكن لدى المقاتلين القبليين السلاح المناسب للرد عليهم، وكل ما تلقوه هو الوعود بإرسال أسلحة لهم، وظلوا يقاتلون على أمل أن تصل المساعدة العسكرية حتى نفدت ذخائرهم.
وكان مصدر قيادي في مقاومة العود أكد بأن أبناء المنطقة لم يستلموا حتى طلقة واحدة من الشرعية، وأن القيادات العسكرية التي زارتهم في المنطقة اكتفت بالتقاط الصور معهم فقط، وحذّر المصدر قبل اندلاع المعارك الأخيرة، من خذلان الشرعية لأبناء منطقة العود، منوهاً بأن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة.