انحسار المساعدات وتغاضي عن جرائم المليشيات.. العالم يدير ظهره لليمن

الثلاثاء 30 يوليو 2019 01:05:43
انحسار المساعدات وتغاضي عن جرائم المليشيات.. العالم يدير ظهره لليمن

"العالم يدير ظهره لليمن"، يبدو أن تلك العبارة هي الأكثر تعبيراً عن حال اليمنيين في الوقت الحالي بعد أن تقلصت المساعدات الأممية المقدمة إلى ضحايا الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية بانقلابها على السلطة في العام 2014، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن هناك صمت دولي على الخناق الذي تفرضه المليشيات بكل ما يأتي إلى مناطق سيطرتها من مساعدات.

وأعلن مسؤول أممي الاثنين، إن الأمم المتحدة حصلت على 36% فقط من تعهدات خلال مؤتمر جنيف في فبراير بتوفير نحو 2.6 مليار دولار لتغطية برامجها في اليمن العام الحالي، ما يهدد استمرارها.

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس "حصلنا على أقل من 36% من التعهدات (...) نواجه في جوانب عديدة من برامجنا مبدأ خفض الحصص أو تأجيل البرامج وهذا يهدد ملايين الأشخاص".

وطالبت الأمم المتحدة خلال مؤتمر جنيف في فبراير الماضي، بأكثر من أربعة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية لليمن لعام 2019، وأعلن حينها عن تعهدات بقيمة 2.6 مليار دولار.

وأضاف شتاينر "خلال الشهرين أو الاشهر الثلاثة المقبلة، يمكننا أن نتوقع في حال عدم توفر التمويل التراجع عن أكثر من 21 برنامجا وهذا مأسوي، وشيء يجب حتى ألا نتخيله وألا نقبله بالتأكيد".

ووصل المسؤول الأممي الاثنين إلى عمان آتيا من اليمن حيث زار للمرة الأولى، منذ توليه منصبه العام الماضي، هذا البلد الذي يشهد نزاعا مستمرا منذ خمسة أعوام.

وأكد شتاينر أن "على العالم أن لا يدير ظهره لليمن الآن، من المؤلم أن نشاهد أي صراع من الخارج لكن تضامن المجتمع الدولي وكرمه أنقذ حياة ملايين الأشخاص، ويجب الاستمرار بذلك".

وأوضح أن أزمة اليمن "لا تزال أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وهي تزداد سوءا مع استمرار القتال والأعمال العدائية، بينما يحتاج 20 مليون يمني أي نحو ثلثي سكان اليمن إلى مساعدة إنسانية، ويواجه حاليا 10 ملايين شخص خطر المجاعة".

يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر إغاثية في صنعاء، عن استمرار مليشيات الحوثي في السطو على الإغاثات الأممية وتحويل المساعدات لعناصرها، مشيرة في تصريحات سابقة نشرها "المشهد العربي" اليوم الاثنين، إلى أن مليشيا الحوثي استقدمت الآلاف من مقاتليها من صعدة وحجة إلى صنعاء حيث تم تسجيلهم على أنهم نازحين.

وأشارت المصادر، إلى أن عناصر المليشيات يحصلون على حصص غذائية شهرية , بالإضافة إلى مبالغ مالية لاستئجار مساكن لهم ولعوائلهم، وأن الآلاف من النازحين الحقيقين يصارعون من أجل الحصول على المساعدات ولا يجدون , في حين يحصل المقاتلين الحوثيين القادمين من صعدة على مساعدتهم العينية والنقدية بشكل منتظم .
وكانت مصادر قد كشفت في وقت سابق لـ"المشهد العربي"،أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد رضخ للحوثيين , الذين اصروا على رفض الآلية الجديدة التي قدمها لصرف المساعدات , وقبل بحلول بديلة قدمها الحوثيون كبديل عن الآلية الأممية لتوزيع المساعدات , وبما يضمن استمرار مليشيا الحوثي في التحكم بالمساعدات .


وجددت اللجنة العليا اليمنية للإغاثة مطالبتها لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ومنسقة الشؤون الإنسانية لدى اليمن ليز غراندي، بالتدخل العاجل والتحقيق في هذه الحوادث واتخاذ التدابير لضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها والحيلولة دون تعرضها للنهب.

واتهم ناشطون في مجال الإغاثة ميليشيات الحوثي بعرقلة نشاط المنظمات الإنسانية والاستحواذ على المساعدات لتوزيعها على عناصرها أو تسخيرها لمجهودها الحربي وهذه ليست المرة الأولى التي تستولي فيها الميليشيات على مساعدات دولية أو تتسبب في إتلافها، فقد سبق أن استهدفت مطاحن البحر الأحمر ما أدى إلى تلف نحو 20 في المائة من مخزون القمح في مخازنها.