انكسارات الحوثي المباشرة في الضالع تدفعه لاستهداف الجنوب عن بعد

الخميس 1 أغسطس 2019 22:20:00
انكسارات الحوثي المباشرة في الضالع تدفعه لاستهداف الجنوب عن بعد
تكبدت المليشيات الحوثية خسائر فادحة في معركة الضالع على يد القوات الجنوبية التي لقنتها دروساً عدة في فنون القتال وفي الانتماء وفي الدفاع عن قضيتهم العادلة إلى الدرجة التي وصلت إلى فقدان العناصر الانقلابية للمئات من عناصرها في شهر واحد، بل أن أبناء الجنوب تمكنوا من الوصول إلى عمق تواجدهم في تعز، وهو ما دفعها للتفكير في طرق أخرى تنقذها من مأزق الخسائر المتتالية.
لجأت المليشيات الحوثية إلى السلاح الذي تقدمه لها إيران على طبق من ذهب، إذ أنه يصل إليها عبر ممرات التهريب في شكل أجزءا مقطعة وتتولى عناصر إيرانية تجميعها وإطلاقها، وقد يقتصر الدور الحوثي هنا على مسألة التهريب والتي تتشارك فيها مع عناصر الإصلاح المنتمين إلى الشرعية.
استخدام سلاح الطائرات المسيرة في قصف معسكر الجلاء في عدن يبرهن على أن المليشيات الحوثية اضطرت لهذا الفعل بعد أن أدركت أنها لن تحقق أي انتصارات على أرض المعركة في مواجهة القوات الجنوبية، وأن استهداف العاصمة عدن عن بعد قد يحقق لها جملة من المكاسب التي على رأسها لفت الأنظار عن معركة الضالع التي تشكل جوهر الصراع الآن.
وبحسب مراقبين فإن إطلاق الطائرات المسيرة قد يكون من خلف أحد المناطق الجبلية في تعز، وأن وصول القوات الجنوبية إلى مناطق تشكل قاعدة انطلاق للمليشيات الحوثية دفعها لإطلاق الطائرة المسيرة، في ظل خيانة إصلاحية دعمت بالتأكيد وصول تلك الطائرات إلى هذه المواقع في وقت تستطير فيه قواتها الأمنية على مدينة تعز.
وبالنظر إلى توسع المليشيات الحوثية في استخدام سلاح الطائرات المسيرة فإن ذلك يرجع إلى أكثر من سبب أولها، أن هذا السلاح كان مقرراً أن تدعم به إيران قوات حزب الله وحماس في مواجهة إسرائيل غير أن القدرات الجوية الإسرائيلية منعت من استغلالها، بجانب أن اندلاع حرب اليمن دفع طهران لتغير وجهة هذا السلاح ليتم تصديره وتهريبه للمليشيات الحوثية.
ولعل ما يبرهن على ذلك أن المليشيات الحوثية أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها تحصلت على أنواع جديدة من تلك الطائرات ومنها "صاروخ قدس 1 المجنح، وطائرة صماد 3 المسيرة، وطائرة صماد 1 المسيرة الاستطلاعية، وطائرة قاصف 2k المسيرة".
ويرجح خبراء أسباب ارتفاع هجمات الطائرات المسيرة الحوثية خلال العام الجاري إلى انخفاض وتيرة العمليات الجوية والبرية منذ إعلان اتفاق ستوكهولم، مع تقديم تنظيم داعش الإرهابي نماذج استخدامه عينات بدون طيار تجارية في إلقاء القنابل، سارع نظام طهران بنقل هذا النوع من التكنولوجيا إلى الحوثيين.
ونقلت طهران تقنية الطائرات المسيرة لمليشيا الحوثي الانقلابية بواسطة خبراء أرسلوا خصيصا إلى صنعاء، ويعتمد تقنيو الحوثي الإيرانيون على تقنية GPS الخاصة بأجهزة "أبابيل" التي تزود مسبقا بالإحداثيات، ويتم حشو المتفجرات فيها بشكل بدائي.
ويترأس فريق إيران الفني لتزويد الحوثيين بتقانة الطائرات المسيرة ضابط برتبة مقدم يدعى أبوحسين زيباري، تتلخص مهامه في إعادة تجميع وضبط الإحداثيات والوقود وتوزيع المادة المتفجرة، وفقا لمصادر عسكرية يمنية.
وأضافت المصادر أن إيران حوَّلت موانئ الحديدة الثلاثة إلى منفذ نشط لإدخال طائرات ما تعرف بـ"أبابيل" و"شاهد" و"مهاجر 1و2" و"فطرس".
ويزعم الحوثيون أنهم يصنعون أنواع الطائرات المسيرة داخل البلاد، لكن عسكريون ينفون ذلك، مؤكدين أن ما حدث من هجمات مؤخرا هي ضمن حرب إلكترونية تديرها إيران مستغلة اتفاق ستوكهولم لإدخال محطات السطع والإعاقة وأجهزة الاتصال بالأقمار الصناعية وروابط الـGPS. 
وبحسب عسكريين فإن الطائرات المسيرة باتت سلاحا رئيسيا للمليشيات قادرة على استهداف الأهداف الحيوية داخليا وخارجيا لأسباب تكمن في قلة التكلفة وسهولة النقل وعدم إصدار صوت عند الإطلاق، وهي الميزات التي تصعب عملية تعقب الطائرات، علاوة على تفادي رصد الرادارات لتحليقها على علو منخفض.
ويقدم الخبراء العسكريون حلولا كثيرة للوسائل المضادة للطائرات من دون طيار الحوثية، منها استخدام منظومات الدفاع الجوي قصيرة المدى، مع أنظمة الإعاقة والتشويش الإلكترونية وتحييدها ملاحيا بقطع رابط الاتصال والتحكم بينها وبين مسؤولها.