انتصارات القوات الجنوبية تقود لتحالف ثلاثي يستهدف الجنوب
الجمعة 2 أغسطس 2019 19:00:08
رأي المشهد العربي
قبل أربع سنوات تقريباً كان الإصلاح والقاعدة والمليشيات الحوثية يعيثون فساداً داخل محافظات الجنوب من دون وجود مواجهة حقيقية تستطيع أن توقف هذا الاحتلال، إلى أن تكاتف أبناء الجنوب بمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أشرفت على تأسيس الأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية لتستطيع أن تحرر محافظات الجنوب بالكامل.
منذ أن تمت عملية التحرير في العام 2015، وهناك محاولات للأطراف الثلاثة أن يعود الوضع على ما كان عليه قبل هذا التاريخ، ولكن قوة الحزام الأمني والقوات الجنوبية وتحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي منع كثيراً من المؤامرات والحوادث التي استهدفت بالأساس إفشال الأجهزة الجنوبية والبقاء كحال عدد كبير من محافظات الشمال تحت السيطرة الحوثية بمساعدة وتأييد قيادات الإصلاح التابعين للشرعية.
مثلت معركة الضالع نقطة مفصلية هامة في تحالف الشر الثلاثي (الحوثي القاعدة والإصلاح)، في مواجهة القوات الجنوبية، وبدا أن هناك إدراك بأن المليشيا الحوثية قادرة على أن تحقق للطرفين الآخرين مرادهما من العودة مرة أخرى للجنوب تحديدا مع نجاح قوات الحزام الأمني في تطهير المحفد من تنظيم القاعدة في العام 2018.
ولكن وجهت القوات المسلحة الجنوبية الصدمة الأكبر لهذا التحالف الثلاثي الذي تشكل أساساً من أجل استهداف الجنوب، إذ نجح أبناء الجنوب في إلحاق الخسائر واحدة تلو الأخرى بالمليشيات التي بدورها سحبت عدد كبير من قواتها، ما يشي بأنها قد فكرت في طريقة أخرى من الممكن أن تحقق مرادها من خلالها.
التراجع الحوثي في الضالع وفشله في مواجهة القوات الجنوبية بمفرده دفعه للبحث عن حلفائه التقليديين لإرباك الجنوب ومحاولة إثنائه عن الاستمرار في النجاحات التي يحققها أبنائه في جبهة الضالع، وبالتالي فإن اللجوء مرة أخرى إلى القاعدة والإصلاح من أجل تنفيذ عمليات إرهابية خاطفة من الممكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة من دون أن يكون هناك مواجهة مباشرة كما الوضع في الجبهات كان أمراً مطروحا وجرى التخطيط له بدقة منذ فترة ليست بالقصيرة.
بدا من أسلوب الهجمات التي استهدفت معسكر الجلاء في عدن ومقر شرطة الشيخ عثمان، ونهاية بالهجوم على منطقة عسكرية للحزام الأمني في المحفد، بأن صبغة القاعدة قد تكون طاغية على أسلوب تنفيذ تلك الهجمات، ما يبرهن على التنسيق الكبير بين الأطراف الثلاثة.
ولكن في المقابل فإن هذا النوع من العمليات لا يؤدي إلى الهدف الذي يسعى إليه الأطراف الثلاثة الساعين لاستعادة تواجدهم بالجنوب لأكثر من سبب، أولها أنها عمليات تعتمد على الاستهداف عن بعد، كما أن ذيول تلك العناصر في محافظات الجنوب ضعيفة مقارنة بالحزام الامني الذي يسيطر على مجريات الأمور.