إرضاءً لترامب.. هل تسحب قطر استثماراتها مع حليف الشر التركي؟
في ظل احتداد خلافات حكومة حزب العدالة والتنمية، الحزب الحاكم في تركيا، مع العديد من الدول، لم يكن أمامها إلا توطيد علاقاتها مع قطر، حيث يتمتع رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بعلاقات قوية مع أمير قطر تميم آل ثاني، حتى أنه أهدى أردوغان طائرة فارهة بقيمة 400 مليون دولار أمريكي.
وكشفت مصادر مطلعة على دائرة اتخاذ القرار في أنقرة أن حكومة أردوغان أصبحت في أزمة كبيرة، خاصة مع انتشار ادعاءات حول إصدار أمير قطر قرارًا بتقليل استثمارات بلاده في تركيا، بعد زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية.
الاستثمارات القطرية في تركيا بلغت نحو 20 مليار دولار أمريكي متمثلة في بنك «QNB Finansbank» وشركة «beIN Media» المسؤولة حصرًا عن إذاعة مباريات الدوري التركي.
ورغم أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا منذ أشهر بدأت تدخل منحنى جديد بعد وصول عجو الموازنة إلى نحو 255 مليار ليرة ، إلا أن الاستثمارات القطرية لا تظهر في الأفق بأي شكل من الأشكال.
نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض عن مدينة إسطنبول، أردوغان توبراك، أعد تقريرًا خاص بقطر، أوضح فيه أن لقاء أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، تطرق إلى تقليل الاستثمارات القطرية في تركيا.
«توبراك» أوضح أن الإدارة الأمريكية حذرت قطر من الاستمرار في دعم تنظيم الإخوان ، مشيرًا إلى أن قطر بدأت التنقيب عن الغاز في الشطر الجنوبي من جزيرة قبرص التابعة لليونان، بالرغم من علاقة تميم بأردوغان القوية للغاية حتى أنه قدَّم له طائرة فارهة هدية بقيمة 400 مليون دولار أمريكي.
وقال توبراك في تقريره: «إن حزب العدالة والتنمية الحاكم يلتزم الصمت أمام قطر التي تقوم بأعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي في الشطر اليوناني من جزيرة قبرص من خلال تصريح من السلطات اليونانية، بالتعاون مع شركة (Exxo Mobile) الأمريكية، وسنرى قريبًا أن قطر ستبتعد عن تركيا سواء سياسيًا أو اقتصاديًا».
التقرير أشار إلى أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أجرى زيارة سرية لكل من تركيا وإيران عقب عودته من زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، وقدَّم لإيران وتركيا معلومات حول طلب الإدارة الأمريكية منه.
كما أكد التقرير أن ترامب حصل على وعد من أمير قطر باستثمار 300 مليار دولار الخاصة بصناديق بترو-دولار القطرية في الولايات المتحدة الأمريكية.
في السياق ذاته بدأت شركة «beIN Media» المسؤولة عن إذاعة مباريات كرة القدم في تركيا، تحجج للتملص من سداد مديونيتها البالغة 500 مليون دولار أمريكي سنويًا مقابل الحصول على هذا الحق حصرًا، وتطالب اتحاد كرة القدم بأن يتم حساب سعر الصرف لهذا المبلغ عند مستوى 3.80 ليرة تركية.
أما اتحاد الكرة فقد رفض طلب الشركة القطرية، مستندًا إلى أحكام الاتفاق الموقع بينهما، لتتجه الأنظار إلى اتحاد الكرة، خاصة وأنه لم يحصل على أمواله حتى الآن، بالرغم من بقاء أيام قليلة على انطلاق موسم 2019-2020 لدوري كرة القدم في تركيا.