أرقام مروِّعة.. محارق الموت الحوثية التي حوَّلت حياة الأطفال إلى جحيم
على مدار خمس سنوات متواصلة، لم تتوقّف مليشيا الحوثي الانقلابية عن ارتكاب أبشع صنوف الانتهاكات ضد الأطفال، مُخلِّفةً مأساة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلاً.
تقارير حكومية تقول إنَّ مليشيا الحوثي دمّرت حياة أكثر من أربعة ملايين طفل، ودفعت معظمهم إلى البحث عن عمل جرّاء ظروف الحرب التي شنتها مستغلة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية للأسر، والدفع بهم إلى جبهات القتال وإغرائهم مالياً لإعالة أسرهم والالتحاق بصفوف المليشيات والزج بهم إلى محارق الموت.
المليشيات جنَّدت أكثر من 30 ألف طفل واستخدمتهم في الصراع، كما أسفرت الجرائم الحوثية عن مقُتل ثلاثة آلاف و279 طفلاً وطفلة.
عمليات التجنيد شملت طلاب وطالبات المدارس ودور الأيتام وملاجئ الأحداث والمجتمعات المحلية، كما عملت المليشيات على حرمانهم من التعليم، حيث حرمت مليوناً و600 ألف طفل من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين فقط، وأقدمت على قصف وتدمير ألفين و372 مدرسة جزئياً وكلياً، واستخدام أكثر من ألف و600 مدرسة كسجون وثكنات عسكرية.
وكان تقرير للأمم المتحدة صدر في أواخر شهر يوليو الماضي قد كشف أنَّ أكثر من 12 ألف طفل قتلوا أو شوهوا خلال صراعات مسلحة العام الماضي، أي بشكل غير مسبوق منذ أن بدأت الأمم المتحدة تجمع بيانات عن ضحايا الصراعات المسلحة بين الأطفال.
وعرض التقرير أكثر من 24 ألف إساءة للأطفال، من بينها العنف الجنسي والاعتداء على مدارس ومستشفيات أو تجنيد الأطفال.
في المقابل، أثبت التحالف العربي حرصه على حماية الأطفال في خضم الصراع الدائر منذ سنوات، حيث أكّدت السعودية والإمارات، جناحا التحالف، التزامهما بحماية الأطفال في اليمن واتخاذهما الإجراءات اللازمة في هذا الإطار، واستنكرتا الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون في حق الأطفال.
أكّدت السعودية عزمها وتصميمها على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية الأطفال في النزاع المسلح في اليمن، وفق ما ورد في كلمة مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي عقدت تحت بند الأطفال والنزاع المسلح.
وأوضح أنَّ السعودية تعمل مع دول التحالف على تكوين وحدة حماية الأطفال التي أنشئت بموجب التفاهم مع الأمم المتحدة وضمن قيادة التحالف التي تعد نموذجاً يقتدى به في كل أنحاء العالم، ومركزاً للخبرة والمعرفة تستفيد منه الدول المجاورة.
بدورها، جدّدت دولة الإمارات تأكيدها على الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وعلى التعامل الجدي للتحالف العربي مع مسؤوليته المتعلقة بحماية كافة المدنيين في النزاع المسلح، وخصوصا الأطفال، بصفتها عضواً في هذا التحالف.
وشدّدت أميرة الحفيتي نائب المندوب الدائم للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الأطفال والنزاع المسلح، على مواصلة العمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين من أجل تعزيز حماية الأطفال في اليمن، وهو الأمر الذي انعكس على توقيع التحالف على مذكرة تفاهم مع مكتب الممثلة الخاصة في مارس الماضي.
وأعربت الحفيتي عن قلقها البالغ إزاء استغلال الأطفال والمدارس والمراكز التعليمية من قبل الميليشيات لإحداث أضرار وتدمير المباني، خاصة قيام ميليشيات الحوثي في اليمن باستغلال المدارس كمراكز لتخزين الأسلحة وتجنيد الأطفال وتدريبهم واحتجازهم، وهي أفعال تعكس تجاهلهم التام لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، وحثت في هذا الصدد مجلس الأمن على محاسبة الحوثيين على انتهاكاتهم الجسيمة.