مليشيا الحوثي تحول صنعاء إلى مستودع متفجرات قابل للاشتعال

الأحد 4 أغسطس 2019 23:37:11
مليشيا الحوثي تحول صنعاء إلى مستودع متفجرات قابل للاشتعال
كلما ضاقت حلقات الصراع حول المليشيات الحوثية لجأت من جديد إلى تخزين الأسلحة والمتفجرات في مناطق متاخمة للمدنيين، ما تسبب في انتشار مخازن السلاح والمتفجرات التي دشنتها في صنعاء، وانعكست بشكل مباشر على الحوادث والتفجيرات التي تحدث بين الحين والآخر وتثير الزعر بين المواطنين هناك.
وهزت انفجارات عنيفة، اليوم الأحد، الأحياء الشمالية الغربية في صنعاء، وذلك بفعل ممارسة العناصر الانقلابية تدريباتها بالأسلحة الثقيلة والصواريخ، وذلك في معسكر "الفرقة الأولى مدرع" الذي تبلغ مساحته مليوني و200 ألف متر مربع، ما أدى إلى تضرر منازل ونوافذ منطقيتي سواد وحنش القريبتين من المعسكر.
هذا ليس الحادث الأول الذي يقع في مناطق متاخمة للمدنيين، إذ أن الانفجار الذي وقع في حس سعوان في شهر إبريل وخلف جرائه ضحايا وإصابات عدة في صفوف المدنيين، كان ناتجا عن انفجار مواد قابلة للاشتعال خزنتها المليشيات الحوثية بالقرب من أحد المدارس هناك.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، مطلع الشهر الجاري، إن الانفجار الذي وقع في حي سعوان بصنعاء في السابع من ابريل الماضي، كان ناتجا عن انفجار مواد قابلة للاشتعال خزنتها ميليشيات الحوثي.
ودعت هيومن رايتس ووتش، ومنظمة مواطنة لحقوق الإنسان في تقرير مشترك، جماعة الحوثي المسلحة إلى التوقف عن تخزين كميات كبيرة من المواد المتطايرة في المناطق المكتظة بالسكان.
وقال التقرير إن جماعة الحوثي لعبت دورا في المأساة الدائرة في اليمن، وعليها محاسبة المسؤولين وتقديم التعويض للضحايا.
وأفاد التقرير أن مستودعا تسيطر عليه مليشيا الحوثي، خُزنت فيه مواد متطايرة بالقرب من المنازل والمدارس، اشتعلت فيه النيران وانفجر في صنعاء، ما تسبب بمقتل 15 طفلا على الأقل.
وأضاف أن الانفجار الهائل أدى إلى إصابة أكثر من 100 طفل وبالغ في حي سعوان السكني، لافتا إلى أن عدد القتلى الفعلي قد يكون أعلى، حيث تم إجلاء بعض ضحايا الانفجار الذين كانوا في حالة حرجة إلى مستشفيات عامة تديرها السلطات الحوثية.
وحدّد الطلاب والمدرسون في مدرسة الراعي الحكومية، وتقع على بعد حوالي 250 مترا إلى الغرب من الانفجار، 9 طالبات توفين هناك، وقال شهود إن الانفجار تسبب في فرار العديد من الفتيات المذعورات عبر الشرفات الموجودة خارج الصفوف الدراسية إلى السلالم، حيث سقط بعضهن وتعرضن للدعس عندما أصبحت السلالم مسدودة، وماتت بعض الفتيات في الطابق العلوي من المبنى المكون من 3 طوابق عندما قفزن أو سقطن من المبنى.
وقال بيل فان إسفلد، باحث أول في مجال حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "أدى قرار الحوثيين بتخزين مواد متطايرة بالقرب من المنازل والمدارس على الرغم من الخطر المتوقع للمدنيين، إلى مقتل وإصابة العشرات من أطفال المدارس والبالغين".
انفجارات المستودع الحوثي ليست الأولى من نوعها في صنعاء، ففي أكتوبر الماضي، شهد حي "دارس" شمال المحافظة، انفجارا مماثلا في مستودع حولته المليشيا إلى معمل لتطوير رؤوس الصواريخ والمتفجرات، وخلف أضرارا بالغة بحق المدنيين.
وبحسب مراقبين فإن مليشيا الحوثي تسعى لرفع الكلفة الإنسانية عن طريق الاحتماء بالمدنيين والمتاجرة بدمائهم لتمرير أجندة إيران الإرهابية، وأنها المدنيين دروعا بشرية بشكل مباشرة وغير مباشر بدأ من الحديدة، حيث تطوق وتحتل منازل سكان المدينة إلى صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها باستحداث مستودعات ورش الألغام والمتفجرات وسط الأحياء السكنية وتخزين الأسلحة في المدارس والجامعات ودور العبادة.