زينبيات الحوثي.. آلة قمع تذبح معارِضات المليشيات

الاثنين 5 أغسطس 2019 18:53:26
زينبيات الحوثي.. "آلة قمع" تذبح معارِضات المليشيات
على مدار خمس سنوات، تكبَّدت النساء ثمناً مروِّعاً جرَّاء الجرائم المتواصلة التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية، دون أن تجد من يردعها ويوقف هذه الممارسات.
وفي جرائمها ضد النساء، تستخدم المليشيات الحوثية ما تُعرف بكتائب "الزينبيات"، مستخدمةً آلة بطش حادة تنتهك الحق في حياةٍ آمنة ومستقرة.
أحدث هذه الوقائع تمثّل في اختطاف المليشيات للشاعرة والناشطة الحقوقية برديس السياغي بعد مداهمة منزلها في صنعاء، حيث حاصرت عناصر حوثية مسلحة منزلها قبل اقتحامه برفقة مسلحات "زينبيات"، وقامت باختطافها من بين أطفالها واقتيادها إلى جهة مجهولة. 
وسبق أن تعرَّضت برديس السياغي لمحاولات خطف ومضايقات عدة من قبل ميليشيات الحوثي على خلفية انتقاداتها لهم.
ومؤخراً، جنّدت المليشيات الانقلابية عدداً من الفتيات (الزينبيات) للقيام بدور استخباراتي يعتمد على رصد الناشطين المناهضين للحوثيين.
العديد من التقارير رصدت مهمة "الزينبيات"، التي تتمثّل في الدخول في علاقات من الناشطين لاستدراجهم ومعرفة توجهاتهم واستقطابهم أو استدراجهم إلى أفعال مشينة لابتزازهم للتعاون مع المليشيات، باستخدام تقنيات حديثة في التصوير والتسجيل.
وانتشر مقطع فيديو عبر موقع "تويتر"، ظهرت فيه إحدى المجندات تقول إنّها كانت تعمل مع المليشيات الحوثية، وكشفت أنّ عشرات الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، بأسماء فتيات ينتمين إلى مليشيا الحوثي، ويتقاضين رواتب مقابل هذه الأعمال التي يقمن بها.
وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية قد ذكرت أنّ المليشيات الحوثية تواصل استحداث أجهزة أمنية وعسكرية على أساس طائفي من أجل التنكيل بخصومها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأوضحت الصحيفة أنّه من بين تلك الأجهزة جهاز أمني نسائي، يطلق عليه "كتائب الزينبيات" وهي عبارة عن كتائب نسائية مدربة تدريبات عالية لتنفيذ الاقتحامات والاعتقالات، وكذلك فض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وتنفيذ العديد من المهام الخاصة كالتجسس والإيقاع بالخصوم.
ولفتت إلى أنَّ هذه الكتائب ليست رسمية بل هي مليشيات نسائية مدربة لتنفيذ عمليات خارج القانون، كما أنه جهاز هلامي من الصعب تتبع قياداته أو معرفة هيكله، وأشارت إلى أنَّ الكتائب مكونة من مجاميع نسائية يتمتعن بولاء مطلق لمليشيا الحوثي وفكرها، كما يتم قيادة تلك المجاميع من نساء يجرى اختيارهن على أسس سلالية.
هذه المجاميع - بحسب الصحيفة - مكلفة بقمع التظاهرات والاحتجاجات النسائية وكذلك ملاحقة اليمنيات في صالات الأعراس واقتحام المنازل، ويقمن كذلك بزيارات للمدارس الحكومية والأهلية وبخاصةً مدارس البنات والأطفال، وينظمن دورات ومحاضرات طائفية تحث على القتال.
واختار الحوثيون، هذه التسمية لمليشياتها النسائية "الزينبيات" ضمن مساعيها لاستخدام الرموز الإسلامية واجهة لمشروعها الطائفي والسياسي، فهي تريد أن تنسبهن إلى زينب بنت الحسين التي كانت رفقة والدها في كربلاء.
ومن بين المهام، التي أوكلها الحوثيون لـ"الزينبيات"، اقتحام المنازل وإثارة الرعب والخوف بقلوب الأسر والقيام بعمليات تفتيش ومصادرة الهواتف النسائية.
وخلال عدة احتجاجات نسوية شهدتها صنعاء، قمعت فرق "الزينبيات" المظاهرات برفقة أطقم وعناصر من المليشيات، واعتدت على المشاركات، واعتقلت عدداً منهن، وتعدّى الأمر لاختطاف مئات منهن؛ حيث اختطفت المليشيات في يوم واحد فقط، بحسب حقوقيين وناشطين، أكثر من 200 امرأة، وأخفت 50 منهن، بعد خروجهن للمطالبة بتسليم جثة الرئيس السابق علي عبد الله صالح عقب مقتله على يد الميليشيات بأيام.
وسعت المليشيات من خلال إنشائها قوة ناعمة، ينحدر معظم عضواتها من الأسر التي تنتمي إلى السلالة الحوثية ليستغلها الانقلابيون لتحقيق أهداف عدة، منها كما يرى مراقبون، تعزيز صفوفهم بجبهات القتال، خصوصاً بعد تلقيهم ضربات موجعة، خسرت على إثرها أعداداً كبيرة من مليشياتها، فيما يراها آخرون أنّها محاولة فاشلة من قبل المليشيات لإثارة غيرة القبائل الموالية لها واستعطافها لحشد مزيد من رجالها للقتال بصفوفها.
عدد الزينبيات وصل إلى أكثر من أربعة آلاف امرأة، تلقين تدريباتهن بدورات عسكرية على أيدي خبراء وخبيرات من إيران ولبنان والعراق في صعدة وصنعاء وذمار وعمران.