صورة بـ1000 مأساة.. كيف احتفل الحوثيون بتخريج أطفال المراكز الصيفية؟

الثلاثاء 6 أغسطس 2019 20:02:53
صورة بـ1000 مأساة.. كيف احتفل الحوثيون بتخريج أطفال المراكز الصيفية؟

س"كان المشهد مأساوياً بامتياز، عبّرت الصورة عن كل ما يجول في العقول من مخاوف حول مستقبل غير مشرق".. الحديث عن احتفالات مليشيا الحوثي بتخريج ربع مليون طفل وشاب من المراكز الصيفية التي أقامتها لخدمة أجنداتها ومشروعها الطائفي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

الصورة التي خرجت عن الاحتفالات، كشفت عن وجه إيراني واضح وصريح ممثلاً في الحرس الثوري، فضحت توجهاً حوثياً طائفياً.

وقالت تقارير إعلامية، إنَّ الميليشيات وزَّعت على الطلاب الخريجين عصابات رأس خضراء، حملت شعارها أو ما يطلق عليها "الصرخة"، وهي ذات الشعار الخميني في إيران، والتي رددها الطلاب في الاحتفال الختامي الذي شهده جامع "الصالح" في صنعاء.

وبحسب إحصاءات حوثية، التحق بالمراكز الصيفية التي أقامتها المليشيات 251 ألفاً و234 طالباً وطالبة، توزَّعوا على 3672 مركزاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.

ووزَّعت المليشيات الحوثية الطلاب الملتحقين إلى خمسة مستويات وفقاً للفئة العمرية، منهم أكثر من 95 ألف طالب في المستوى التمهيدي، و87 ألف طالب في المستوى الأول، و47 ألف طالب في المستوى الثاني، و18 ألف طالب في الثالث، و1271 طالباً وطالبة في المستوى الرابع.

وتلقّى الطلاب في المراكز تدريساً خاصاً من قبل قيادات حوثية ومعلمين موالين لهم، وتضمنت تدريبات عسكرية، بحسب أحد المدربين الذي كشف أن إدارة المركز الصيفي طلبت منه تنفيذ برنامج عسكري للطلاب لتعزيز استعدادهم للقتال وزيادة قدراتهم على تحمل الظروف الصعبة.

واستغلت مليشيا الحوثي انتهاء موسم العام الدراسي لتباشر في إقامة هذه المراكز الصيفية للأطفال والنشء والشباب، لتغرس من خلالها أفكاراً إرهابية متطرفة مثل الولاية والجهاد وحب آل البيت وتدريبهم للقيام بالطقوس الاثنى عشرية التي يقومون بها في المناسبات التي يحيونها.

هذه المراكز غير مستحدثة على الحوثيين، لكنّها تأتي امتداداً لسياسة المليشيات منذ نشأتها الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ لجأت إلى التعليم البديل وغير الرسمي لاستقطاب الشباب، ومن ثم تحويلهم إلى مقاتلين في صفوفها.

ما تُقدِم عليه المليشيات في هذا السياق، يمثّل تلغيماً لعقول الأطفال منذ سن صغيرة، يقود إلى صناعة جيل جديد من الإرهاب، سيؤدي في مرحلة مقبلة إلى مخاطر ربما تتعدى آثار الحرب الحوثية العبثية.

التعبئة التي يتلقاها الأطفال في هذه المراكز ستكون نتيجتها وآثارها سلبية، وتأثيرها أكبر من تأثير ما تخلفه الحرب العسكرية، وأخطر إذا لم يتم تداركه بالحسم المسلح.

ويروِّج الحوثيون أنّ هذه المراكز هي دينية وتوعوية في المقام الأول، إلا أنّ مراقبين كشفوا أنّها تتضَّمن محتويات طائفية كشفت عن الوجه الإرهابي الفتاك لهذه المليشيات، وهو وجهٌ لم يسلم منه الأطفال في سنٍ صغيرة.

وتكرِّس هذه المراكز، الثقافة الحوثية العدوانية في عقول الصغار حتى تضمن المليشيات ولاءهم وضمهم لجبهات القتال سواءً من الآن إن كان ذلك متاحاً أو حتى في وقتٍ لاحق، متى تكون الفرصة مواتية.

وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجَّه - في وقتٍ سابق - القائمين على هذه المراكز في صنعاء، بتقديم دورات طائفية تستند إلى الملازم الخمينية التي استوردها شقيقه من الحوزات الإيرانية إلى جانب محاضراته الطائفية والتعبوية.

ودعا الحوثي كذلك إلى التخلص من المناهج العامة والقديمة والاكتفاء بالملازم الحوثية، زاعماً أنّها ستؤدي إلى تحرير الطلبة مما وصفها بـ"ثقافة التدجين".

الحوثي أمر قادة مليشياته بالتشديد على أولياء أمور الطلبة في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم من أجل إلحاق أبنائهم بالمخيمات والمراكز الصيفية والدورات الطائفية، في الوقت الذي بدأ فيه الانقلابيون، بتهديد السكان وإرغامهم على إلحاق أبنائهم بهذه المراكز الحوثية واعتبار المتخلفين من أعداء الجماعة وزعميها.