ألغام الحوثي تصطاد العصافير الصغيرة.. براءةٌ تُذبح في صمت
يوماً بعد يوم، تدفع الطفولة في اليمن ضريبة الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية، والصمت الدولي المريب على هذه الوقائع التي أحدثت مأساة إنسانية لم يرَ العالم مثلها.
اليوم الثلاثاء، تمّ الكشف عن مقتل طفلة، لم تُكمِل عامها الخامس، إثر اصابتها بعبوة ناسفة، زرعتها مليشيا الحوثي في إحدى المديريات بمحافظة البيضاء.
مصادر محلية قالت إنَّ الطفلة كفاح عبدالله عبدالرب العبدلي أصيبت جرَّاء انفجار عبوة ناسفة حوثية في منطقة الأغوا، بمديرية ردمان، زرعتها المليشيات الحوثية، ثم توفيت متأثرةً بإصابتها في وقتٍ لاحق.
والدة الطفلة، بحسب المصادر، أصيبت هي الأخرى في الانفجار بشظايا، وتسبب ذلك في إصابتها بجراحات عدة في أنحاء مختلفة من جسمها، فيما ولازالت تتلقى العلاج.
وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.
وبحسب صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، فإنّ مئات آلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي تشكل تهديداً سيدوم لفترة أطول كثيراً من أي سلام يمكن تحقيقه.
وأضافت أنَّ الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات شرّدت الآلاف من منازلهم وأعاقت وصولهم إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية، مشيرةً إلى أنّ هذا العدد الهائل للألغام الأرضية وتوزيعها بشكل عبثي سيجعل عملية إزالتها بطيئة وخطيرة.
وكانت دراسة اقتصادية قد بيَّنت أنَّ الألغام الحوثية في سهل تهامة تسبَّبت في انخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38% خلال العام الماضي، وفقدان آلاف السكان مصادر عيشهم.
وأكّدت الدراسة التي أعدها باحثون دوليون بعنوان "تأثير الحرب على التنمية في اليمن"، أن عائدات المزارعين في منطقة تهامة انخفضت بنحو 42% عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.
وأشارت إلى أنَّ تعرُّض المحاصيل والحقول للتفخيخ والهجوم المباشر من قِبل مليشيا الحوثي أجبر المزارعين على التخلي عن الأرض وتهجير العمال الزراعيين، كما تسبب نقص الوقود وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل في انخفاض الإنتاج الزراعي في سهل تهامة بشكل كبير.
ومطلع يوليو الجاري، كشف تقرير دولي أنَّ ألغام ومتفجرات مليشيا الحوثي قتلت نحو 149 طفلاً وأصابت 579 آخرين بينهم إعاقات مزمنة، في عدد من المحافظات.
وأشار التقرير الذي رصد أثر الحرب على الأطفال في اليمن، أنَّ الألغام وذخائر مليشيا الحوثي كانت السبب الرئيسي الثالث لقتل وإصابات الأطفال في اليمن.
وتركت مليشيا الحوثي مساراً مليئاً بالألغام الأرضية خلال دحرهم من المحافظات والمناطق التي حُررت، فيما زرعوا نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من المناطق الخاضعة لسيطرتهم حالياً.