الشعب قال كلمته.. هَبَّة جنوبية تُسطِّر ملحمة فارقة في رحلة استعادة الدولة
"إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر".. القول المأثور للشاعر التونسي الشهير أبو القاسم الشابي صال وجال ربع المنطقة العربية، حتى بلغ محطته الأهم هنا في أرض الجنوب.
في هذه الآونة، يحشد الجنوبيون قواهم من أجل الجولة الأهم في رحلة استرداد الدولة، وقبلها استرداد الأرض والهوية والكرامة، على وقْع هبة شعبية سلمية، دُعي إليها بعدما فاض كيل الجنوبيين، لا سيّما بعد "هجمات الخميس" الإرهابية الدامية.
جماهير "الهبة الشعبية الجنوبية" بعدن أصدرت بياناً بشأن هذا الحشد الذي سيقول فيه الشعب كلمته ليطلق الرصاصة الأخيرة التي الحملات الرامية إلى عرقلة جهوده نحو استعادة دولته وفك الارتباط والحفاظ على أمن واستقرار أرضه.
البيان قال: "خمس سنوات مرت ومازالت الحرب الضروس التي تشنها القوى اليمنية المختلفة على شعبنا، مستمرة بل وتزداد ضراوة مستهدفة الوجود، والانسان والهوية الجنوبية، ورغم ما تدعيه قوى صنعاء وحلفاؤها من قوى الاحتلال والهيمنة والإرهاب والتطرف من أنّها تتقاتل وتتصارع فيما بينها، إلا أنّها في واقع الأمر تتشارك وتلتقي في عدائها واستهدافها للجنوب وشعبه لتواصل بذلك حربها المستمرة ضد وطننا، منذ احتلاله في يوليو الأسود من العام 1994".
وأضاف: "على الرغم مما أبداه شعبنا الجنوبي، الصابر المكافح، وقيادته السياسية والعسكرية، من حسن النية، ووفائه مع الأشقاء في التحالف في خوض معركة الانتصار للمشروع العربي، وإنهاء الانقلاب الحوثي، وإعادة سلطة الحكومة اليمنية إلى صنعاء وتقديم آلاف الشهداء في سبيل ذلك، إلاّ إنه ثبت وبحسب ما أكدته الشواهد والوقائع على الأرض أن لا حرب لهذه الحكومة سوى حربها ضد الجنوب وشعبه، واستهداف رموزه وقيادته في أبشع حرب لا أخلاقية ولا إنسانية".
"وضمن حربها الشعواء والهمجية التي شنتها وتشنها منظومة الاحتلال على شعبنا، واستهداف قياداته ورموزه، قدم شعبنا جراء ذلك قوافل طويلة من الشهداء، من خيرة أبنائه الشرفاء وآخرهم الشهيد القائد الفذ منير محمود اليافعي أبو اليمامة ورفاقه، الذين ارتقوا إلى الله شهداء في عمليتين إرهابيتين غادرتين تزامنتا معاً، وتشاركت وتعاونت في تنفيذهما مليشيا الحوثي وداعش وحكومة الإخوان والقوى المتعاونة معها من أعداء الجنوب، وهي الجريمة التي اهتز لها الوطن الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه".. يتابع البيان.
وأشارت جماهير "الهبّة" إلى أنَّ الحرب والممارسات التآمرية التي قامت بها وتديرها الحكومة اليمنية التي استضافها الشعب الجنوبي على أرضه وفي عاصمته عدن، تسبَّبت في الإضرار بالوطن وتدمير مؤسساته ومصادرة حقوق الشعب والتنكيل به وتجويعه وإذلاله".
واستطرد البيان: "لما كان الصبر على بقاء هذه الحكومة هو تمكين للتنظيمات الإرهابية والمليشيات واستمرار الفوضى وتهديد الانتصارات التي حققها شعبنا ومقاومته الباسلة وتهيئة واضحة لإعادة الاحتلال وقواته إلى الجنوب عبر قوافل لا تتوقف من الخلايا النائمة، والعناصر الإرهابية، تحت مسميات مختلفة فيما الهدف هو تمكين مواطني دولة الاحتلال مجدداً، من الوظيفة العامة على حساب مصالح أبناء الجنوب، فإن شعبنا وفي هذه اللحظة الفارقة والفاصلة من تاريخ ثورته يعلن عن نفاد صبره، ويتخذ قراراته الكفيلة بالحفاظ على مصالحه وهويته وتاريخه وكرامته".
وحدّدت جماهير "الهبة" عشرة مطالب لحراكها، أوردها البيان الذي حصل "المشهد العربي" على نسخة منه، على النحو التالي:
أولاً: على منظومة حكومة الاحتلال مغادرة العاصمة عدن وكل مدن الجنوب فوراً.
ثانياً: دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي والأشقاء في التحالف العربي لنقل كامل السلطات على أرض الجنوب سلمياً، وتمكين الجنوبيين -بواسطة ممثلهم المفوض شعبياً المجلس الانتقالي الجنوبي- من إدارة أرضهم ومواردهم بسلاسة دون تأخير، فإرادة شعبنا الفولاذية التي تمثلها هذه الجماهير لن تقبل بغير تنفيذ مطالبها.
ثالثاً: إخلاء كافة الوحدات العسكرية الشمالية المتمركزة أرض الجنوب، ونقلها إلى جبهات الحرب ضد الحوثي في الشمال.
رابعاً: تنفيذ اتفاقية اللجنة الثلاثية بين (سلطة الرئيس هادي ودول التحالف) بإخراج كافة المعسكرات من العاصمة عدن إلى الجبهات، باستثناء قوات الدعم والإسناد، والأمن في عدن لحماية أمن واستقرار المدينة، كما هو متفق عليه.
خامساً: تدعو الجماهير المحتشدة كافة المسؤولين والشخصيات السياسية الجنوبية، والقيادات المدنية والعسكرية والدبلوماسية العاملة في أجهزة السلطة بمختلف مستوياتها، للانحياز إلى شعبها والانتصار لمطالبه، فالجنوب في لحظة فارقة ولن يكون إلاّ بكل ولكل أبنائه.
سادساً: شعب الجنوب هو صاحب السيادة على كامل ترابه الوطني، ومصدر كل سلطة وشرعيتها، ونؤكد إصرار شعبنا، وتمسكه الحاسم، بحقه المشروع في استعادة سيادته ونيل استقلاله، وإعادة بناء دولته الوطنية الفيدرالية المستقلة على كامل ترابه الوطني بحدودها المتعارف عليها دولياً قبل 21 مايو 1990م.
سابعاً: تؤكد الجماهير الجنوبية المحتشدة تمسكها بإعلان عدن التاريخي، ودعمها الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي، ووقوفها خلفه باعتباره الممثل السياسي عن شعب الجنوب وقضيته.
ثامناً: تؤكد الجماهير المحتشدة دعم شعب الجنوب الكامل للتحالف العربي بماًيحفظ امن واستقرار الجنوب والمنطقة،والعالم.
تاسعاً: تجديد موقف شعب الجنوب الرافض للتطرف جعوالإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، وتؤكد بأنه آفة خبيثة وعدو لدود للحياة، لا دين له ولا وطن، ومحاربته واجب ديني وأخلاقي ووطني، وتجريم كل من ينشر فكر متطرف أو ينتسب إليه أو يدعمه أو يتستر على حامليه، وإعلان البراء منهم وعزلهم والإبلاغ عنهم، وتحصين المجتمع من فكرهم.
عاشراً: تنوه الجماهير المحتشدة أن جرائم القتل والإبادة الجماعية والإرهاب والتصفيات الجسدية والترويع والتنكيل، التي مارستها قوى النفوذ الشمالية بحق شعبنا منذ عام 1990م، لن تسقط بالتقادم، وتؤكد أنها ستصعد احتجاجاتها حتى تحقيق كافة مطالبها، وتحذر من اي محاولة عبثية للاستفزاز والاستكبار سيواجهها شعبنا بعزيمة فولاذية تنتصر ولا تنكسر.