توسُّع مريب في التواطؤ الأممي.. كيف دعّمت اليونيسيف إرهاب الحوثيين؟
يوماً بعد يوم، تتكشّف المعلومات الخاصة بالتورُّط الأممي في دعم مليشيا الحوثي، الأمر الذي يساعد الانقلابيين على إطالة أمد الحرب وتعزيز مواردهم المالية.
مصادر مطلعة كشفت أنَّ المليشيات الحوثية حصلت على تمويلٍ من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" لتحويل مبنى تابع لجامعة إب إلى مدرسة تحمل اسم رئيس مجلس حكم الجماعة الانقلابي السابق صالح الصماد.
المليشيات تتأهّب لافتتاح المدرسة التي زعموا أنّهم سيجعلون منها مدرسة نموذجية للمتفوقين، بعد استكمال التجهيزات التي تكفلت "يونيسيف" بتمويلها.
وأجرى قادة المليشيات زيارات للمبنى واطلعوا على التجهيزات المكتبية من أجهزة كومبيوتر وآلات تصوير ملونة وعادية وكراسي، وغيرها من الاحتياجات اللازمة للمدرسة، استعداداً لاستقبال أول دفعة من الطلبة الذين اشترطت الجماعة أن يكونوا من أبناء قتلاها في الجبهات ومن أقارب قياداتها.
المصادر أوضحت أنّ المبنى الذي حوّلته المليشيات إلى مدرسة حوثية، يقع في منطقة صلبة السيدة في مديرية الظهار بمحافظة إب، وكان قد تم تشييده إبان حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ضمن مباني جامعة إب.
هذه الخطوة تهدف من ورائها المليشيات، إلى تمجيد قتلاها وقياداتها، والاستمرار في حوثنة المؤسسات التعليمية والحكومية.
هذه ليست المرة الأولى التي تدعم فيها "يونيسيف" الحوثيين، إذ حاصرتها اتهامات بدعم وتمويل المراكز الصيفية التي تقيمها المليشيات في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي تستهدف من خلالها تطييف المجتمع واستقطاب الأطفال للجبهات.
واتهمت مصادر مسؤولة، منظمة "يونيسيف" الأممية بالتكفُّل بجميع تكاليف المراكز الصيفية التي تقيمها المليشيات للطلاب، وذلك عبر منظمة "الشراكة العالمية من أجل التعليم" التابعة لوزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها.
أيضاً، قدّمت "اليونيسيف" الكثير من الدعم للحوثيين من خلال تسليمها الحافز المالي للمئات من التابعين للمليشيات بعد إسقاط المدرسين من الكشوفات واستبدالهم بعناصرها، إضافة إلى الاستقطاعات الكبيرة التي نفذتها بالتنسيق مع المنظمة، متجاوزة بذلك الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية، علاوةً على الدعم المقدم للمليشيا عبر برامج مختلفة.
وفي 2016، سلّمت منظمة "اليونيسيف" مبلغ 40 مليون دولار لمنظمة الشراكة العالمية، الخاضعة لمليشيا الحوثي بغرض إنشاء معامل في مدارس صنعاء، إلا أنها لم تنفذ أياً من هذه المشروعات.
الدعم الأممي للمليشيات لا يقتصر على ما تقوم به "يونيسيف" من مشروعات ذات طابع استثماري وخدمي، ليعود بالربح على الانقلابيين، لكنّه يتعدّى ذلك إلى كثيرٍ من البرامج الأممية الأخرى، كما هو الحال مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وكان مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر قد أنهى زيارة إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية شملت صنعاء والحديدة، حيث نسبت له تصريحات في وسائل إعلام الجماعة بأنّ هدف زيارته تقديم الدعم لإعادة تشغيل ميناء الحديدة بكامل طاقته، وهو الميناء الذي لا يزال تحت سيطرة الميليشيات.