بوادر حصار أمريكي على نفوذ الإصلاح.. الإرهاب الذي فاض منه الكيل
"عندما يتحدث مسؤولٌ في الشرعية، لا سيّما من أولئك الذين يُخيِّم شيطان الإرهاب على أفكارهم وتوجُّهاتهم، فإنّ مغازلةً مفضوحةً لمكافحة مزعومةٍ للإرهاب لا تخلو منها تصريحاتهم، لكنّهم في الوقت نفسه يغرسون بذور التطرف بامتياز".
على مدار السنوات الماضية، سيطر حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية، على مفاصل الشرعية، ونشر عناصره الإرهابية التي عاثت - لا سيّما في أرض الجنوب - قتلاً وإفساداً، مُشكِّلاً منها "ألوية إرهابية" بسمى قوات الحرس الرئاسي، بدأت الولايات المتحدة - على ما يبدو - التصدي لها.
بحسب مصادر سياسية مطلعة، فإنّ الإدارة الأمريكية طلبت توضيحات من "الشرعية" حول مشاركة عناصر إرهابية بحزب الإصلاح، ضمن قوات الحكومة.
واشنطن طلبت توضيحات بشكلٍ خاص عن لؤي الزامكي و٧٦ آخرين من عناصر القاعدة وداعش إلى جانبها في الحرب الدائرة حالياً.
التحرُّك الأمريكي، وإن كان لا يزال في خطوته الأولى، إلا أنّه يحمل أهميةً بالغةً على صعيد وضع الأمور في نصابها الصحيح، وفتح ملفات ظلّت مغلقةً لمدة طويلة، فاقمت الإرهاب الإخواني انتشاراً، وتحديداً في أرض الجنوب.
اللافت أنّ الكشف عن هذا التطوُّر جاء بعد "تسريب" تقرير سري للمركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب، اتهم حزب الإصلاح، بأنَّه حوَّل الشرعية إلى أوكارٍ للجماعات الإرهابية.
التقرير أكّد أنَّ المعسكرات التابعة للحكومة الشرعية تحوّلت إلى معسكرات إرهابية من الخطير الصمت إزائها أو التغاضي عنها، وأنّ هذه المعسكرات تمّت فيها شرعنة الإرهاب وإظهاره بالمظهر الرسمي الحكومي.
"الإصلاح"، بحسب التقرير الأمريكي، مكَّن التنظيمات الإرهابية من العمل بحرية وتنفيذ هجماتها، واستدلّ على ذلك بالهجمات الإرهابية التي استهدفت الجنوب يوم الخميس الماضي، والتي لعب الحزب الإخواني الإرهابي دوراً رئيسياً في ارتكابها.
في هذا السياق، يرى مدير المركز نيكولاس راسموسين أنّ استمرار "الشرعية" في عدن سيُمكِّن الإرهاب من التوسُّع والنفوذ الذي قد يقترب من السواحل، وتعقد هذه الجماعات صفقات وتحالفات مع إيران لزعزعة أمن الملاحة الدولية وتهديد مصالح العالم هناك.
ولعل التطوُّرات المتسارعة التي تضرب العاصمة عدن في الأيام الماضية، قد أضافت دليلاً جديداً على الممارسات الإرهابية لحزب الإصلاح، الذي استخدم ألويته "الرئاسية"، لقمع الجنوبيين وارتكاب أبشع صنوف الانتهاكات ضدهم.
وفي الوقت الذي تُسطِّر فيه القوات الجنوبية، وقادته السياسية ممثلاً في المجلس الانتقالي، في مكافحة الإرهاب، بشقيه الإخواني والحوثي؛ دفاعاً عن أرضه ووطنه وشعبه، فإنّ "الإصلاح" جمَّد الجبهات في مواجهة المليشيات الانقلابية، كما غرس بذور إرهابِه لاستهداف الجنوب وإفشاء الفتنة في أراضيه.
الألوية الرئاسية التي يقودها "ناصر" نجل الرئيس عبد ربه منصور هادي، تضم فصائل إرهابية موالية لتنظيم القاعدة بشكل مباشر، بالإضافة إلى عناصر شمالية تابعة لحزب الإصلاح، تقوم مهامها الرئيسية على ما يبدو على استهداف الجنوب وذر رماد الإرهاب في أراضيه.
وعلى الرغم من العتاد العسكري الذي تملكه هذه القوات، وحجم الإنفاق الكبير الذي تحصل عليه تحت غطاء الشرعية، إلا أنّ هذه القوات لا تشارك في الحرب على مليشيا الحوثي الانقلابية لكنّها مُكرَّسة لحماية مصالح "الإصلاح" واستهداف الجنوب.
الجرائم الإرهابية الإخوانية التي تتكشَّف يوماً بعد يوم، والتي تلاقي حالياً بوادر حصار أمريكي، يبدو أنّها ستنقلب رأساً على عقب ضد حزب الجماعة الإرهابية، ما يعني أنّ انهياراً وشيكاً يُقدِم عليه "الإصلاح" في الفترة المقبلة.
وفي الوقت الذي يعمد فيه حزب الإصلاح إلى تفخيخ الوضع العسكري في العاصمة عدن، فإنّ القوات الجنوبية وقادتها السياسية ممثلةً في المجلس الانتقالي الجنوبي، تمارس أقصى درجات ضبط النفس، بغية الحفاظ على حياة المدنيين، رغم القدرة الجنوبية الهائلة على حسم الأمر.
إتباع القوات الجنوبية هذا المسلك يأتي بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية والسكانية التي تغلب على العاصمة عدن، ما يعني أنّ تصعيد الأمور بشكل أكبر سيدفع المدنيون ثمنه الأكبر.