هبّة الجنوب واستغاثة الإصلاح بالتحالف.. ثعابين ترقص على كل الحبال

السبت 10 أغسطس 2019 01:29:23
هبّة الجنوب واستغاثة "الإصلاح" بالتحالف.. ثعابين ترقص على كل الحبال
في مختلف سُبل تعاملاتها مع مختلف القضايا، يُعرف عن جماعة الإخوان الإرهابية الرقص على كل الحبال، بغية شيء واحد، وهو تحقيق أهدافها ذي الأجندة المتطرفة.
الأشهر الماضية كانت قد شهدت هجمات حادة شنّها حزب الإصلاح، ذراع إخوان اليمن، سواء عبر قادته النافذين في الشرعية أو أبواقه الإعلامية وكتائبه الإلكترونية لاستهداف التحالف العربي، ملقياً الكثير من الاتهامات ضده، لكنّ الانتفاضة الجنوبية التي هبّت مؤخراً غيّرت من اللهجة الإخوانية.
هبّة الجنوب أحدثت على ما يبدو تغييرات كثيرة على المشهد، منها ما هو متعلق تحديداً بالتعاطي الإخواني مع الأمور، فبينما تعمَّد "الإصلاح" مهاجمة التحالف لفترات طويلة ضمن مخطط ترعاه وتموِّله دولة قطر، إلا أنّها عاد يستغيث لمواجهة الحصار الهائل الذي بات يتعرّض إليه لاستئصال وجود الإخوان من مناطق الجنوب.
قادة "الإصلاح" النافذون في الشرعية، وجّهوا صرخات استغاثة لإنقاذ وضعهم المتردي في العاصمة عدن على وجه التحديد، ودعوا التحالف للتدخُّل لإنقاذ الوضع، واعترفوا أنّ دعم التحالف لهم هو المنقذ الوحيد من الخندق الذي وقعوا فيه صرعى سياسياً.
قادة "الإصلاح" في استغاثتهم بالتحالف حرصوا على استخدام مصطلحات تثير الريبة، متحدّثين عن محاولة انقلاب تؤثر سلباً على محاربة مليشيا الحوثية الانقلابية.
حديث "الإصلاح" في هذا الصدد يثير الكثير من السخرية، فالحزب الذي يصرخ الآن تحت مبرر إنقاذ الحرب على الحوثيين، تناسى قادتُهم أنّهم جمّدوا الجبهات في مواجهة الانقلابيين، وليس هذا فحسب، بل عمد إلى تشكيل تحالف مشترك بينهما، أدرّ عليهما مصالح مالية كبيرة، بالإضافة إلى تعزيز واقعهما العسكري.
استهداف "الإصلاح" للتحالف العربي لم يكن خافياً على أحد، فالحزب صعَّد الهجوم على التحالف، ضمن مخطط أعدّته قطر وتركيا وإيران، يُستخدم فيها حزب جماعة الإخوان الإرهابية كدُمية يُحقِّق مصالح هذا المعسكر الشرير.
ويمكن القول إنّ بقاء حزب "الإصلاح" مرتبطٌ إلى حد بعيد باستمرار الدعم الذي يتلقّاه من هذا المحور، سواء على المستوى المالي أو على الصعيد اللوجستي.
"الإصلاح" مارس هجمات شيطانية ضد التحالف العربي، في وقتٍ تستّر فيه تحت غطاء "الشرعية"، ليكشف عن دوره التخريبي الذي يستهدف زعزعة صفوف التحالف وخدمة مليشيا الحوثي الانقلابية من الباب الخلفي.
كما أنّ التحالف الحوثي - الإخواني لم يكن من فراغ، بل عمدت قطر على تقوية أواصره، فالدوحة التي تحتضن "الإخوان" الإرهابية، تسعى إلى مزيدٍ من التقارب بين الحوثي والإصلاح بغية استهداف التحالف، في محاولة للرد على المقاطعة العربية التي أغرقتها في طوفان من الأزمات السياسية والاقتصادية خلال العامين الماضيين.