دولة الجنوب تُرتِّب البيت الداخلي.. ماذا بعد انتصارات الهبّة؟

السبت 10 أغسطس 2019 20:26:40
"دولة" الجنوب تُرتِّب البيت الداخلي.. ماذا بعد انتصارات "الهبّة"؟

بقدر ما تمثّل المرحلة الأولى من الانتصارات الجنوبية الهائلة ضد الإرهاب في العاصمة عدن تحديداً من أهمية بالغة، فإنّ الخطوة التالية لا تقل عنها أهميةً، وهي تتمثّل في ترسيخ أركان دولة مستقرة، تُلبي احتياجات شعبها.

في فترة قصيرة جداً، استطاعت القوات الجنوبية تحقيق انتصارات كبيرة ضد المليشيات الإرهابية التي تتستّر وراء غطاء "الشرعية"، ممثلةً في قوات الحماية الرئاسية التي ضمّ إليها حزب الإصلاح الإخواني الكثير من العناصر الإرهابية لتغرس بذور الإرهاب في الجنوب، إلا أنّ بطولات الجنوبيين نجحت في إجهاض هذه المؤامرات.

وبعد الهبة الشعبية التي أعقبت "هجمات الخميس" الغادرة التي أسقطت شهداء وجرحى من الأبطال الجنوبيين، بينهم الشهيد العميد منير اليافعي قائد ألوية الدعم والإسناد، أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي أنّه لا يمثّل حزباً سياسياً بل هو كيانٌ ألقيت على كاهله مسؤولية استرداد دولة وتلبية مطالب شعب، وقد نجح في ذلك أيّما نجاح.

وبعد التفوُّق سياسياً وأمنياً، فإنّ المرحلة المقبلة تتطلب إعادة ترتيب البيت الداخلي الجنوبي على النحو الذي يطوي الصفحات الماضية التي عاثت فيها عناصر "الإصلاح" إرهاباً وإفساداً متسترةً بغطاء الشرعية.

استقرار الجنوب أمنياً تحت لواء قيادته السياسية البارعة، تساهم في حفظ الأمن القومي في كامل الجزيرة العربية، ويُعضِّد العلاقة بين التحالف العربي مع حليف شريك حقيقي في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى توفير حياة مستقرة، أمنياً وسياسياً ومجتمعياً لملايين الجنوبيين.

ويمثّل نجاح الجنوب في استئصال الوجود الإخواني، أمراً شديد الأهمية للتحالف العربي، فيما يتعلق بالتركيز على مكافحة حقيقية للإرهاب، لا سيّما بعدما أظهر حزب "الإصلاح" دعماً كبيراً للإرهاب عبر نشر عناصر من تنظيمي داعش والقاعدة وتهريب الأسلحة.

في الجنوب، تعتبر قوات الحماية الرئاسية مليشيات إخوانية نشرها "الإصلاح" لترويع أمن الجنوبيين وحفظ مصالح حزب الجماعة الإرهابية، في وقتٍ ترك فيه الحزب المناطق الشمالية "سداحاً مداحاً" أمام المليشيات الحوثية الانقلابية، إذ لم تتمكّن الشرعية التي اخترقها "الإصلاح" من تحرير أي محافظة شمالية بشكل كامل.