المليشيات تترنح.. مخطط انقلابي يستهدف عبد الملك الحوثي (أسماء وتفاصيل)
يوماً بعد يوم، تتكشّف مزيدٌ من المعلومات بشأن تصاعد صراعات الأجنحة التي تضرب مليشيا الحوثي، ما يفكِّك من عضد الانقلابيين، وينذر بانهيارهم عما قريب.
مصادر مطلعة كشفت عن صراع متصاعد بين كبار قادة المليشيات الحوثية على النفوذ وتكوين إمبراطوريات مالية هائلة.
الصراع المحتدم دفع زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي للتدخُّل إلى جانب الجناح الذي يقوده رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط، بعد أن شعر بتحركات للتمرد عليه من قبل أقاربه وفي مقدمهم عمه عبد الكريم الحوثي المعين وزيراً لداخلية الانقلاب، وابن عمه الآخر محمد علي الحوثي الذي يترأس ما تسمى اللجنة الثورية العليا للجماعة، إلى جانب عضويته في مجلس حكم الانقلاب.
في الفترة الأخيرة، قوبلت توجيهات عبد الملك الحوثي بالتجاهل، وهو ما دفعه إلى دعم جناح مهدي المشاط في سياق سعيه لقطع أياديهم من الأجهزة والمؤسسات التي تسيطر عليها المليشيات.
وأوضحت المصادر، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، أنّ المشاط الذي يجمعه بالحوثي الانتماء إلى محافظة صعدة، كان أقدم على إطاحة القيادي عبد الرب جرفان من قيادة جهاز الأمن القومي التابع للمليشيات في صنعاء، وعيّن خلفاً له ابن منطقته القيادي الآخر فائز حسين، حيث كان الأول موالياً لمحمد علي الحوثي ومن المقربين لديه.
وفي سياق سعي المشاط إلى تقليم أظافر أقارب الحوثي بناء على طلب الأخير نفسه، ذكرت المصادر أنّه جعل كل تركيزه منصباً على قطاع المؤسسات الإيرادية، وبالأخص قطاعات الاتصالات والضرائب والجمارك.
وأفادت المصادر بأنّ المشاط أعطى الضوء الأخضر لوزير الاتصالات في حكومة الانقلاب مسفر النمير الذي هو الآخر من أبناء منطقة مران في صعدة ومن المقربين له ليجري تغييرات كبيرة في قطاع الاتصالات، لكون هذا القطاع هو القطاع الأهم الذي ما زالت الجماعة تعبث فيه دون حسيب أو رقيب، خاصة بعد تراجع الأموال التي تجنيها الجماعة من تهريب النفط الإيراني عبر ميناء الحديدة.
تُمثل صراعات الأجنحة التي تندلع بين حين وآخر، أحد أهم العوامل التي تنذر بانهيار وشيك للمليشيات الحوثية الانقلابية، التي تبرهن يوماً بعد يومٍ على أجندتها الإرهابية ومساعيها الفاسدة.
المعلومات الواردة من مناطق سيطرة الحوثيين وفي مقدمتها صنعاء، تقول إنّها تشهد تصاعداً في الاقتتال الداخلي في معسكر المليشيات، لخلافات على الأموال أو النفوذ.
وفي يوليو الماضي، كشفت مصادر لـ"المشهد العربي" أنّ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين بدأ يأخذ أشكالاً جديدة ومناحٍ عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.
المصادر قالت إنّ معظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود مشروع وطني أو رؤية موحدة تجمعها.
وبدأت الصراعات الحوثية الداخلية تظهر على السطح، وبشكل جلي من خلال التصفيات الجسدية والاغتيالات والاعتقالات فيما بينها، ما يشير إلى ضعف وهشاشة التركيبة الداخلية لهذه الحركة الانقلابية.
وشهدت مدن عدة، تقبع تحت سلطة الميليشيات، خلال الأيام الماضية، موجة صراعات داخلية بين قيادات حوثية، إمّا بسبب السيطرة على مراكز النفوذ والسلطة وإما بسبب الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة.
وكثرت في الآونة الأخيرة الاشتباكات المسلحة التي تندلع بين الانقلابيين فيما بينهم والتي تسقط قتلى كثيرين، وتكشف حجم تصارع الأجنحة الذي يحكم هذا المعسكر الإرهابي.