الأمم المتحدة شاهدة على إنسانية القوات الجنوبية في عدن
كشفت أرقام الأمم المتحدة التي أعلنت عنها، اليوم الأحد، بشأن الخسائر البشرية الناتجة عن تطهير العاصمة عدن من المليشيات الإخوانية، عن استخدام المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً في القوات الجنوبية أقصى درجات ضبط النفس في أثناء عملية السيطرة على المواقع العسكرية والتي شملت جميع المعسكرات الأمنية التي كانت تتمركز فيها مليشيا الإصلاح بالإضافة إلى قصر اليمامة الرئاسي ( المعاشيق سابقاً).
وأكد مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أن تقارير أولية أشارت إلى أن ما يصل إلى 40 شخصا قتلوا و260 جرحوا، منذ الثامن من أغسطس، أي المدى التي أعلن فيها المجلس الانتقالي هبته الشعبية لتطهير العاصمة عدن، قبل أن يستجيب لدعوة التحالف العربي لوقف إطلاق النار، تمهيداً للدخول في حوار سياسي، طالما نادى به من قبل ضمن خطواته الساعية لاستعادة دولة الجنوب.
وتثبت ضآلة الرقم أن القوات الجنوبية حاولت أن تخرج بعملياتها بأقل الخسائر، وأنها تعامل برقي إنساني وأخلاقي عالي مع أعدائها، بالرغم من أنها عانت كثيراً من ويلات هؤلاء الدين ضربوا استقرار الجنوب، ومثلوا شوكة أمام وجود حياة آدمية للمواطنين الأبرياء، بالرغم من فوارق القوة بين الطرفين، إذ أن أبناء الجنوب حسموا المعركة لصالحهم في ظرف يومين، لكنهم لم يقدموا على ارتكاب جرائم إنسانية مثلما اعتاد الإصلاح في مثل هذه المواقف.
وهناك شواهد عدة على تلك المعاملة أولها، أن أن القوات الجنوبية التي كانت تمركزت عند البوابة الأولى بقصر اليمامة (المعاشيق سابقاً)؛ تمهيداً لدخوله بعد تحريره من المليشيات الإخوانية، دعت المحتمين داخله من عناصر قوات الحماية رئاسية إلى الاستسلام حقناً للدماء، واستمرت في دعواتها مرات عدة.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزبيدي قد وجه بتأمين كل الجنوبيين داخل قصر اليمامة (المعاشيق سابقاً) خلال المعارك التي تخوضها القوات الجنوبية، وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك : "سيدي الرئيس عيدروس الزبيدي يؤمن كل الجنوبيين الذين في داخل قصر اليمامة - معاشيق سابقا - ومنهم العميد سند الرهوة ولؤي الزامكي وأفرادهم".
وكشفت مصادر محلية عن سماح القوات الجنوبية للخروج الآمن، لأكثر من 200 فرد بالحرس الرئاسي من قصر اليمامة( معاشيق سابقا) بعد أن أحكمت السيطرة عليه، وبحسب وكالة رويترز للأبناء فإن القوات الجنوبية تسلمت المواقع الحيوية والقصر بعد مفاوضات لحقن الدماء.
ونتيجة لتلك المعاملة أنضم معسكر لواء النقل حماية رئاسية بدار سعد في العاصمة عدن إلى القوات الجنوبية، وأكدت مصادر لـ"المشهد العربي"، أن عملية استلام وتسليم المعسكر جرت بين العميد صالح السيد مدير أمن محافظة لحج وأركان لواء النقل العقيد محمد البوكري، ولفتت إلى أن عملية ترتيب تجري للمعسكر بكافة قوته وعتاده لضمه ضمن قوات الجيش الجنوبي.
فينا واصلت اللجنة الإغاثية للمجلس الانتقالي الجنوبي تقديم خدماتها الطبية والعلاجية؛ لإسعاف كافة الحالات الحرجة التي أصيبت جراء المواجهات العنيفة بين القوات الجنوبية ومليشيا الإخوان في العاصمة عدن.
وبحسب شهود عيان، فإن الانتقالي الجنوبي يبذل جهود إغاثية واسعة عبر لجنته الإغاثية، كما أن هناك متابعة مستمرة لحالات جرحى المواجهات والتكفل بعلاجها جميعاً، وكذلك فإن هناك متابعة مستمرة لملف الخدمات والكهرباء والمياه في العاصمة عدن من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي.
أعلن اللواء فضل عبد الله باعش قائد قوات الأمن الخاصة، انضمامه إلى القوات الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، وذلك بحسب ما أعلنه هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي، والذي دعا كافة القيادات العسكرية الجنوبية باتخاذ نفس الموقف لأجل الجنوب وشعبه .
ومن جانبه أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، عدنان الكاف، "إنسانية المجلس وحرصه على المصالحة الوطنية الجنوبية".
وكتب الكاف، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "زيارتنا للجرحى من منتسبي القوات الجنوبية والحماية الرئاسية تؤكد أن كلهم أهلنا ولا تفريق بينهم حتى من تم التغرير به وحمل السلاح ضد اهله".
وتابع: "توجيهات الرئيس عيدروس الزبيدي بمعالجة جرحى الطرفين على نفقة المجلس هي رسالة تؤكد إنسانية المجلس وحرصه على المصالحة الوطنية".