الأسباب والدوافع.. لماذا تفاقمت ظاهرة الانتحار في إيران؟

الاثنين 12 أغسطس 2019 02:26:39
الأسباب والدوافع.. لماذا تفاقمت ظاهرة الانتحار في إيران؟

مع تزايد حالات الانتحار بين فئات الشعب الإيراني، كشف بهزاد صفاري، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، على تصاعد ظاهرة الانتحار الجماعي المأساوية في إيران،قائلا: هل هناك سبب لكل هذا الفقر والبؤس في أرض لديها أكبر مصادر ومنابع الثروة، باستثناء الحكومة الفاسدة والناهبة؟ ومن يسرق ثروة هذا الشعب؟. ذاك ما يجب الإشارة إليه.
وأضاف المعارض الإيراني :عادة وخلاص الشعب الإيراني من كل هذه الكوارث وعمليات الانتحار المفجعة تتلخص في سحق الحكومة المتسببة في هذا البؤس. في حين أن مرتزقة حكومة الملالي الناهبة مشغولون في إرسال رسائل تدعو لرعاية الحجاب داخل السيارة ويتدخلون في أكثر الشؤون خصوصية للشعب.
وتابع صفاري قائلا: الوقت الذي أعمل النظام آلته القمعية في الشوارع، في الوقت الذي ينعم فيه أبناء هؤلاء الملالي السارقون والفاسدون بالحياة المرفهة في فيلات فارهة مثل تلك الموجودة في شمال طهران أو في الدول الأجنبية وخاصة أمريكا وكندا، نسمع في زوايا وطننا المضطرب أخبارا مفجعة وغير مسبوقة عن عمليات انتحار جماعية وعائلية.
واضاف تلك الأخبار ذاتها التي أخذت صدى واسعا على وسائل إعلام النظام نفسها. يزد يوم الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٩: انتحر جميع أفراد أسرة واحدة في مأساة مروعة، حسب وسائل الإعلام الحكومية. الأم قامت بالانتحار من خلال حقن كمية كبيرة من الأنسولين ومن ثم انتحر ثلاث أولاد في هذه العائلة (بنتين وولد) من خلال تناولهم لأقراص فوسفيد الألومنيوم.
وقيل أن الولد قد نجا في النهاية. محافظة فارس مدينة ني ريز ٢ أغسطس ٢٠١٩: خبر محزن آخر. أنهت أم حياتها مع حياة ابنتها التي تبلغ من العمر ١١ عاما في شارع خوارزمي.
واكتمل هذا الخبر الحزين بخبر محزن ومؤلم أكثر: عندما علم الأب بنبأ انتحار زوجته وابنته الصغيرة، أنهى حياته في اليوم التالي (السبت ٣ أغسطس) وهو كان يركب سيارة شقيقه التي ذهب بها تحت جرار كبير وانضم لابنته وزوجته.
وبهذا الشكل، توسعت وانتشرت كارثة الانتحار تحت حكم الملالي المعادين لإيران وتوسع نطاقها ليصل للانتحار العائلي المؤلم. فما الذي يسوق أبناء هذا الوطن نحو الانتحار؟ لماذا اتسع نطاق الفقر؟ لقد أفسد الملالي المجتمع الإيراني على مدى السنوات ال ٤٠ الماضية من حكمهم السوداوي.
وقد سحق الشعب الإيراني تحت ثقل الفقر والقلة. كما أن مختلف أنواع الكوارث الاجتماعية والثقافية جعلت حياة الشعب الإيراني وخاصة الشبان والنساء حياة مرة وصعبة للغاية.
ومنذ الأشهر الأخيرة للعام الماضي وحتى اليوم، تم تسجيل أكثر من ٥ حالات انتحار جماعي أو عائلي: مشهد ٦ مايو ٢٠١٨: أم شابة تبلغ من العمر ١٨ عاما ومن اردبيل، قامت بإلقاء نفسها من على شرفة غرفتها في الفندق بعد أن قتلت ابنتها التي تبلغ من العمر عامين وكل ذلك بسبب الفقر.
في ٣١ مايو ٢٠١٨: أقدمت شقيقتان تبلغان من العمر ٣٠ و ٣٥ عاما من مريوان على شنق نفسيهما، وأنهت بذلك كل آلامهما ومعاناتهما.
وفي فبراير ٢٠١٩ عشية مرور ٤٠ عام بالضبط على قدوم خميني للسلطة الذي قال مرة للشعب الإيراني أنه سيجعل حياتهم مرفهة، أقدمت امرأة من قرية شاوا التي تقع على بعد ٢٥ كيلو متر شمال مدينة كرمنشاه، بسبب الفقر والقلة، على شنق ابنيها، علي رضا محمدي ٦ أعوام، وامير عباس محمدي ٣ أعوام، ومن ثم أنهت حياتها.
وترتبط إحصاءات الانتحار ارتباطًا مباشرًا بالوضع الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للمجتمع ، وخاصة الشباب. وفقًا لآخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة للنظام ، يعاني ٣٠ ٪ من الأشخاص في إيران من اضطرابات نفسية. أي أن حوالي ٢١ ملايين شخص يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة.
الانتحار بين الأطفال دون الخامسة من العمر هو أيضا ظاهرة ناشئة في إيران. تشير التقارير إلى أن إيران تحتل ثالث أعلى معدل انتحار بين الدول الإسلامية.
لماذا الانتحار؟ السبب واضح جدا. في بلد يشكل فيه خريجو الجامعات نسبة ٤٢ ٪ من العاطلين عن العمل ، و ٦٥ ٪ من النساء هن عاطلات عن العمل، ومعدل التضخم فيه خلال مدة 12 شهرا حتى شهر يونيو ٢٠١٩ وصل ل ٤٠.٤ ٪ ، وارتفعت أسعار المساكن بنسبة ٩١.٥ ٪ في العام الماضي، تختار الجماهير الواسعة من الشعب، وخاصة الطبقات المهددة، بين الموت والحياة.
ولن تكون هناك نهاية للأخبار المؤلمة التي توجع وتؤلم قلب كل إيراني حر، ما لم يتم سحق العامل والمسبب الرئيسي لكل هذه الآلام والمآسي والبؤس والكوارث أي نظام الملالي الحاكم في إيران، وذلك على يد المقاومة والشعب الإيراني.