عندما يصنع الأبطال عيدا لوطنهم .. فهم ينتصرون للتاريخ ويردون الإعتبار له !

ليكن عيدنا عيدا للسمو فوق الجراح ..عيدا للتسامح وبأعمق صورة .. عيدا للمحبة الصادقة والوئام الشامل وتعزيز روح الأخوة ونبذ الفرقة ومحاصرة ردود الأفعال هنا وهناك وعدم السماح لأي شكل من أشكال التشفي أو الشماتة بأي جنوبي تحت تأثير الفرحة بالنصر وبأي صورة كانت ؛ والنظر فقط إلى مستقبل الجنوب الذي لن ينهض إلا على أكتاف الكل وبروح الإنتماء العميق والمخلص لوطننا وشعبنا وبأيادي متشابكة تنشد البناء والتعمير وتضمد الجراح وتصنع من كل ذلك هما أصيلا للجميع ؛ وجعل الفرحة عنوانا عاما لكل أهلنا في الجنوب ؛ فالنصر الذي تحقق جنوبيا ولكل الجنوبيين وحمايته مسؤولية كل أبناء الجنوب رجالا ونساء دون إستثناء وبكل ألوان طيفهم السياسي والإجتماعي وعلى قاعدة الجنوب لكل الجنوبيين وتطويره وإخراجه من الوضع المأساوي الذي يعيشه والنهوض به وإعادة إعماره مسؤولية الجميع وأن نجعل من عدن الغالية نموذجا حيا ومدخلا لهذا البناء وإعادة الإعمار وبما يرد لها إعتبارها ويستعيد مكانتها ودورها الريادي وبصورة تتناسب وإيقاع العصر وهي قادرة ومهيأة لكل ذلك رغم جراحها.. 

فبذلك وحده نجعل من هذا النصر الجنوبي مفتاحا لمرحلة جديدة في تاريخ شعبنا الوطني الأصيل ؛ وبوابة واسعة نعبر منها وأجيالنا القادمة إلى رحاب المستقبل الذي يليق بعظمة شعبنا وتضحياته العظيمة والغالية التي قدمها رخيصة في سبيل حريته وكرامته وإستعادة دولته وسيادته على أرضه المحررة ..
وكل عام وأنتم بألف خير ومعا وسويا على درب الخير والتقدم والأمن والآمان للجنوب ولكل الجنوبيين ..