الزُبيدي يحبط محاولات الوقيعة بين المجلس الانتقالي والتحالف العربي

الاثنين 12 أغسطس 2019 19:01:39
الزُبيدي يحبط محاولات الوقيعة بين المجلس الانتقالي والتحالف العربي

رأي المشهد العربي

عبرت الكلمات الرصينة التي ألقاها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، مساء أمس الأحد، عن آفاقه السياسية الواسعة إذ أدرك مبكراً أن هناك أطراف وقوى دولية تحاول أن تفض الشراكة بين المجلس والتحالف العربي في الجنوب، غير أنه استبق كل هذه المحاولات وبددها بتأكيده على العلاقة المتينة مع المملكة العربية السعودية.

يدرك الزُبيدي جيداً أن الإعلام الإخواني القطري ليست لديه مهمة في تلك الأيام سوى إفشال التحالف العربي وفصله عن المكون العسكري والسياسي الأقوى الذي يدعمه في اليمن، وبالتالي فإن الحرص المباشر على تلك العلاقة ينطوي على أهداف تأخذ أبعاداً ترتبط بأمن الجنوب، ولها أبعاد إقليمية في مواجهة التحالف القطري الإيراني الذي يحاول أن يلعب على وتر الوقيعة بين الأطراف الفاعلة في معسكر التحالف العربي عوضاً عن انشقاقات المليشيات الحوثية.

وقال الزُبيدي في بداية كلمته " نتنتهز مناسبة عيد الأضحى لنُحيي بِإكبار قوات التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وزعامة -ملك الحزم والعزم- الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله ورعاه)"، كما عبر عن استعداد المجلس الانتقالي "للعمل بشكل مسؤول مع قيادة التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في إدارة هذه الازمة وتبعاتها بما يعزز من تماسك النسيج الاجتماعي".

حديث الرئيس الزُبيدي عن قبوله العمل بشكل مباشر مع المملكة العربية السعودية وتأكيده على ذلك في أكثر من مناسبة في الخطاب يبرهن على أنه سعى لتوجيه رسائل سياسية بالغة الأهمية إلى المعسكر القطري الإيراني، مفادها بأن المجلس الانتقالي يثمن دور المملكة التي تقدم الغالي والنفيس لإنهاء الانقلاب الحوثي، وأن محاولاتكم الفاشلة للتفرقة ستواجه بالفشل، وأن العلاقة مع السعودية التي ينسق معها المجلس الانتقالي عسكريا في محافظات الجنوب أكبر من تلك المحاولات.

أهمية حديث الزُبيدي عن المملكة العربية السعودية يرتبط ببعد آخر له علاقة بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تتوافق رؤيتها مع رؤية المملكة بشأن إحلال السلام في اليمن، إذ أشار إلى أن العمل سيكون مع التحالف العربي بجميع مكوناته، وهو ما يبدد الشائعات الإخوانية التي تحاول التفرقة بين البلدين الشقيقين.

وجدد الزُبيدي في خطابه موقفه الثابت بالوقوف الكامل مع التحالف العربي لمحاربة التمدد الايراني في المنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية، كما جدد الثقة في المملكة العربية السعودية قائلا: "نأمل منها ونعلق عليها آمال شعبنا وتطلعاته ونعلن استعدادنا للعمل معهم ومن خلالهم وبواسطتهم كحليف وفي وقوي أثبت بالفعل والعمل على الأرض وطوال خمس سنوات ما لم يثبته الآخرين الا بالكلام الزائف".

وأبدى الزُبيدي استعداد المجلس الانتقالي لحضور الاجتماع الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية بانفتاح كامل إيماناً منّا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما جدد التزام الانتقالي الجنوبي بوقف اطلاق النار الذي دعت له قيادة التحالف العربي.