رسائل سياسية للتحالف.. نتائج الهبة واستئصال الورم الإخواني الخبيث
أفرزت النجاحات الأمنية والسياسية التي حقّقها الجنوب في العاصمة عدن مؤخراً، عن واقع يحمل الكثير من الحقائق فيما يتعلق بتعاطي التحالف العربي مع الحكومة الشرعية والجناح الإرهابي المخترق لها (حزب الإصلاح الإخواني).
حرب "الضرورة" التي خاضتها القوات الجنوبية ضد المليشيات الإخوانية أسفرت عن مزيدٍ من التعرية لحزب الجماعة الإرهابية، وممارسات الإرهاب التي يتسم بها، وتحالفه مع التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة.
الواقع الراهن كشف كذلك حجم التقارب بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية بغية استهداف الجنوب، في وقت يتستر فيه "الإصلاح" وراء عباءة الشرعية التي يُفترض أنها تقف في صف التحالف في إطار الحرب على المليشيات الانقلابية.
التقارب الحوثي الإخواني تضمَّن - حسبما كشفت بنود صفقة سرية مُسرَّبة - تجميد الجبهات بما يعزِّز من نفوذ وهيمنة المليشيات الموالية لإيران.
المعلومات التي تتكشف أيضاً بعد الهبة الجنوبية، فضحت الكم الهائل من فساد "إخوان الشرعية" البارزين، ومن بينهم وزراء بارزون في حكومة معين عبد الملك، التهموا الأموال وكونوا ثروات طائلة.
يُضاف إلى ذلك بوادر التحرك الأمريكي الذي كشفته مصادر مطلعة مؤخراً، عندما طلبت من الحكومة مؤخراً معلومات عن استخدام حزب "الإصلاح" - النافذ في الشرعية - عناصر إرهابية.
تزامن مع ذلك تقرير أمني أمريكي مُسرَّب، أكد أنّ حزب الإصلاح حوّل "الشرعية" التي اخترقها، إلى أوكار للجماعات الإرهابية.
كل هذه الحقائق التي سبقتها معلومات أخرى مشابهة في أوقات ماضية، توضع الآن بين يدي قادة التحالف العربي لإعادة تقييم الوضع برمته وإصلاح الوضع الهش بغية حرب مستوية أضلاعها ضد المليشيات الحوثية، وهي حربٌ يصعب أن تُحسَم دون استئصال ذلك الورم الإخواني الخبيث من جسد الشرعية المتهالك.