مليونية التمكين والثبات.. نصر الجنوب الثالث

الخميس 15 أغسطس 2019 19:00:23
مليونية "التمكين والثبات".. نصر الجنوب "الثالث"

رأي المشهد العربي

"هو الشعب كالبركان يقذف ناره.. وهل تمنع البركان يوما موانع".. ما قاله الشاعر العراقي الشهير ناجي القشطيني تعالى صوته في أرض الجنوب، إذ خرجت حشود الجماهير الغفيرة ملبية نداء الوطن.

تحت شعار "مليونية التمكين والثبات"، تنفس الجنوب عليل الإرادة الشعبية التي لا تلين والعزيمة التي لا تنكسر في مديرية خورمكسر، تأييداً من قِبل الشعب الجنوبي لقواته البطلة وإدارته السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.

حشود اليوم عبّرت عن دعمها لقادتها في الإجراءات التي تتخذ على الأرض بغية حفظ أمن الجنوب وردع كافة العناصر الإرهابية التي تروِّع وتهدد أمنه واستقراره، في خطوة أمنية لا تنفصل عن الحراك السياسي الهادف إلى فك الارتباط مع الشمال.

حراك اليوم يمكن اعتباره نصراً سياسياً ثالثاً في غضون بضعة أيام، ضمن تحركات قادة الجنوب نحو إكمال الحلم المنشود.

الحلم الأول تجلّى في الانتصارات البطولية للقوات الجنوبية ودحرها لمليشيا حزب الإصلاح الإخواني والسيطرة على كافة المراكز والمعسكرات التي استغلها "الإصلاح" ليعيث في أرض الجنوب قتلاً وإرهاباً إفساداً.

وفي الوقت الذي أنفق فيه "إخوان الشرعية" الكثير من المال والجهد وحشد عناصر إرهابية إلى صفوفهم، إلا أن كل ذلك سرعان ما تهاوى أمام جانب بسيط من القدرات العسكرية للقوات الجنوبية.

بالتزامن مع هذا التفوق العسكري الكاسح، كان الجنوب على موعد من مكسب سياسي هائل، فالتطورات التي جرت على الأرض وفضح جرائم حزب الإصلاح الإخواني أعادت القضية الجنوبية إلى بؤرة الاهتمام كما رسَّخت من وضعها كطرف رئيسي في المعادلة.

الانتصار الثالث الذي لا يقل أهمية عن الشقين السياسي والعسكري، إذ أكدت مليونية اليوم ما لم يكن في حاجة أساساً لما يؤكده باعتباره أمراً محسوماً مؤكَّدَاً، وهو أن كل هذه التحركات ملفوفة بحاضنة شعبية تزلزل الأرض صخباً من أجل تحقيق أحلامها وتطلعاتها.

هذه الحاضنة الشعبية تمنح القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أن فك الارتباط واسترداد الدولة قرار شعبي لا تنازل عنه ولا تراجع.