الموت الحوثي المؤجّل.. ألغام المليشيات تصنع مستقبلاً مفخخاً

الخميس 15 أغسطس 2019 21:49:51
الموت الحوثي "المؤجّل".. ألغام المليشيات تصنع مستقبلاً مفخخاً
واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية، التوسُّع في زراعة الألغام التي تستهدف المساس بحياة المدنيين وترويع الآمنيين بشكل رئيسي بغية إطالة أمد الأزمة إلى أقصى حد ممكن.
تقارير رسمية تشير إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.
وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
في سياق متصل، أعلنت الفرق الاختصاصية العاملة ضمن المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" الذي ينفّذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، نزع 2638 لغماً حوثياً منذ بداية شهر أغسطس الجاري، زرعتها المليشيات الحوثية.
وصرّح مدير عام المشروع أسامة القصيبي بأنّ فرق المشروع الهندسية نزعت خلال الأسبوع الثاني من شهر أغسطس 965 لغماً وذخيرة غير منفجرة ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ بداية هذا الشهر ولغاية اليوم الثامن من الشهر نفسه 2638 لغماً.
وأضاف أنّ فرق المشروع الميدانية نزعت خلال الأسبوع الماضي 458 لغماً مضاداً للدبابات، و15 مضاداً للأفراد، ونزعت أيضاً خلال الأسبوع الثاني من هذا الشهر 490 ذخيرة غير منفجرة وعبوتين ناسفتين.
وبلغ مجموع ما نزعته الفرق منذ انطلاق المشروع ولغاية الثامن من أغسطس الجاري بلغ 80 ألفاً و951 تنوّعت بين ألغام، ذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.
وبحسب صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، فإنّ مئات آلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي تشكل تهديداً سيدوم لفترة أطول كثيراً من أي سلام يمكن تحقيقه.
وأضافت أنَّ الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات شرّدت الآلاف من منازلهم وأعاقت وصولهم إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية، مشيرةً إلى أنّ هذا العدد الهائل للألغام الأرضية وتوزيعها بشكل عبثي سيجعل عملية إزالتها بطيئة وخطيرة.
وكانت دراسة اقتصادية قد بيَّنت أنَّ الألغام الحوثية في سهل تهامة تسبَّبت في انخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38% خلال العام الماضي، وفقدان آلاف السكان مصادر عيشهم.
وأكّدت الدراسة التي أعدها باحثون دوليون بعنوان "تأثير الحرب على التنمية في اليمن"، أن عائدات المزارعين في منطقة تهامة انخفضت بنحو 42% عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.
وأشارت إلى أنَّ تعرُّض المحاصيل والحقول للتفخيخ والهجوم المباشر من قِبل مليشيا الحوثي أجبر المزارعين على التخلي عن الأرض وتهجير العمال الزراعيين، كما تسبب نقص الوقود وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل في انخفاض الإنتاج الزراعي في سهل تهامة بشكل كبير.
وفي يوليو الماضي، كشف تقرير دولي أنَّ ألغام ومتفجرات مليشيا الحوثي قتلت نحو 149 طفلاً وأصابت 579 آخرين بينهم إعاقات مزمنة، في عدد من المحافظات.
وأشار التقرير الذي رصد أثر الحرب على الأطفال في اليمن، أنَّ الألغام وذخائر مليشيا الحوثي كانت السبب الرئيسي الثالث لقتل وإصابات الأطفال في اليمن.
وتركت مليشيا الحوثي مساراً مليئاً بالألغام الأرضية خلال دحرهم من المحافظات والمناطق التي حُررت، فيما زرعوا نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من المناطق الخاضعة لسيطرتهم حالياً.