إنتصار شعب وهزيمة إمبراطورية

يبدو ان النصر الذي تحقق على القوى. المتسترة بلباس الشرعية في عدن وسيطرت القوات الجنوبية عليها نقل قضية الشعب نقلة كبيرة جداً وبدأت كثير من دول الإقليم والعالم تنظر الى المجلس الإنتقالي كقوة جنوبية لايمكن تجاوزها تحت اي مبرر والدليل القاطع هو دعوة المملكة السعودية للحوار بين طرفي النزاع في عدن وهذا بحد ذاته يعد إعترافاً واضحاً وصريحاً بأن المجلس الإنتقالي هو ممثل الجنوب في اي حوارات أو مفاوضات قادمة حيث ظل الجنوبيين سنوات طويلة لا سيما منذ مابعد ظهور الحراك الجنوبي على الساحة وهم ينادون نظام الإحتلال اليمني بالحوار لكنه يصم آذانه وتعامل مع هذه الأصوات المطالبة بإستعادة الدولة بالتعالي ولم يحسب لها حساب وراح يصفهم بالإنفصاليين والمخربين عندما أعلن عن قيام الحوار التابع للقوى اليمنية المتصارعة إستبعد الجنوب من هذا الحوار عن قصد وتم تفريخ عدد من القوى الجنوبية التي شاركت بإسم الجنوب وفي جوهرها العمل على دفن قضية الجنوب إيماناً من قوى الإحتلال في إجهاض الصوت المطالب بإستعادة الدولة.

اليوم شعب الجنوب قال كلمة الفصل في مليونية الثبات والتمكين التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجنوب وسط حضور مئات الآلاف من شعب الجنوب وهذه كانت رسالة قوية لقوى الشر اليمنية مفادها ان شعب الجنوب قد قرر مصيره ولايمكن ان يتراجع عن قراره أبداً.

الآن الأمور إتضحت للجميع وعلى دول الإقليم والعالم ان ينصتوا لهذه الأصوات الهائجة التي تطالب بإستعادة الدولة المسلوبة من قبل قوى الشمال تحت قوة السلاح نحن نعرف حالة القلق التي تعيشها قوى الإحتلال جراء اللطمات التي تعرضوا لها وكان آخرها مليونية النصر التي شكلت منعطف تاريخي جديد سيفتح للجنوب الباب على مصراعيها وسيتهافت في الأيام القادمة كثير من الدول إلى عدن لمباركة الإنتقالي الجنوبي على خطواته الجبارة والمدروسة التي أثبتت للجميع بأنه الممثل الوحيد لشعب الجنوب والحامل لقضيته والمدافع عنها على كل النواحي السياسية والعسكرية.

هذه المليونية المؤيدة لخطوات المجلس الإنتقالي وإبتهاجاً بالنصر الذي حققته قواتنا الجنوبية بسيطرتها على العاصمة الأبدية للجنوب عدن يحتفل فيها كل أبناء الشعب من المهرة شرقاً الى باب المندب غرباً على قلب واحد لا فرق بين ضالعي أو حضرمي أو عدني أو يافعي أو مهري أو أبيني أبو شبواني أو لحجي أو سقطري أو يافعي الكل جنوبي وجميعهم هتفوا بصوت واحد ياعيدروس سير سير نحن جيشك للتحرير ان دل على شي فإنه يدل على أن الجنوبيين تجاوزوا مرحلة الخلاف وتصالحوا وتسامحوا ووضعوا أيديهم مع بعض ولا يمكن لاي قوة على الأرض أن تحقف أمام تحقيق هدفهم المنشود المتمثل في إستعادة الدولة.

الشعب في الجنوب عانى الويلات من نظام صنعاء وأدواته التي مارست الظلم والقتل والنهب للثروات فكيف لنا ان نرضى مرة أخرى بمن قتل ونكل بشعبنا أن يستمر في طغيانه لقد صمدنا كثيراً وها نحن اليوم نحصد ثما ثورتنا المباركة بعد اكثر من خمس وعشرون عاماً من النضال الدؤوب الذي تنوع مابين المظاهرات السلمية والكفاح المسلح حتى أرغمنا عدونا اللدود على الخروج من أرضنا الطاهرة وينجبره على الجلوس معنا على طاولة الحوار حتى وإن حاول التنصل فإنه حتماً سيرضخ لمطالب الجماهير ولايمكن بعد ما حصل اليوم من إلتفاف للجماهير في ساحة العروض في العاصمة عدن خلف قيادتهم السياسية والعسكرية لاي من الأبواق المأجورة. والمأزومة ان تقول أن الشعب ليس موحد او أن هناك إنقسامات وغيره مليونية الثبات قطعت الطريق أمام كل المتباكين على شرعية الفنادق والذين يعزفون على وتر التفرقة لقد منحتوا الثقة للمجلس الإنتقالي بإن يسير على خط التحرير ويواصل السير لإستكمال خطواته في فرض السيطرة على الأرض والشعب من خلفه وحامي لمنجزاته التي تحققت.

الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت وقد تشهد سقوط لإركان الشرعية الهالكة وإنضمامات لكثير من قيادات الشرعية من الجنوبيين الى صفوف المجلس الإنتقالي الجنوبي ومقاومته الباسلة. بالمقابل سيهرب كثير من قيادات الشمال الى مناطق سيطرة الحوثيين لإنضمام لصفوفهم وهذا ليس ببعيد ناهيك عن تسليم المعسكرات والجبهات لهم وإحتفالات عدن اليوم والحشود المليونية المشاركة فيها هي ورقة رابحة ستمكن وفد الإنتقالي المشارك في حوار جده من فرض إملاءاته وشروطه لانه يملك إرادة شعب جبار قادر على صناعة المعجزات ولن يتوانى قيد أنمله فيما إذا دعت الحاجه لذلك.

وعلى المجلس الإنتقالي الجنوبي بعد ان منحه الشعب اليوم الشرعية على أرضه أن يطرح نصب عينيه ملف الخدمات الذي عاثت فيه قوى الشرعية الفساد نحن واثقين في قيادتنا السياسية التي تعمل بكل جدارة من أجل خدمة الشعب وتغليب مصلحة الوطن فوق كل شئ فهنيئاً لشعبنا هذه الإنتصارات والمنجزات التي تحققت على أرض الواقع وقد جاءت مليونية الثبات والتمكين لتأكد على إنتصار شعب الجنوب وهزيمة إمبراطورية الشر.