المال القطري يظهر في طائرات الحوثي المسيرة على حقل الشيبه
في وقت تعاني فيه المليشيات الحوثية أزمات مالية عدة نتيجة انحصار التمويل الإيراني الوارد إليها، اعترفت باستهداف حقل الشيبه النفطي بالمملكة العربية السعودية بعشر طائرات مسيرة وهو ما يعني أن تكلفة تلك العملية لا تقدر عليها المليشيات مرة واحدة، بالتوازي مع إجراءات تقشفية أقدمت عليها في المحافظات التي تستطير عليها لضمان استمرار دفع رواتب مقاتليها.
وكذلك فإن كثافة استخدام الطائرات المسيرة في الحادث الواحد لم يكن من أبجديات المليشيات الحوثية التي طالما تحاول أن تنفذ عملياتها بأقل قدر من الآلات والمعدات، كما أن توقيت العملية التي جاءت بعد فشل عشرات الطائرات الأخرى في الوصول إلى أهدافها يشي بأن هناك طرف يصرف بسخاء في سبيل إلحاق الضرر بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، غير إيران الغارقة في أزماتها الاقتصادية نتيجة العقوبات الأمريكية عليها.
بعد هذه المعطيات لابد أن تتجه الأنظار مباشرة إلى قطر الحليف الأول لإيران في الوقت الحالي، والتي تتمتع بحالة من السيولة المالية لا توجد لدى طهران بسبب أن المجتمع الدولي مازال يتعامل معها كدولة عادية وليست راعية للإرهاب كما الحال بالنسبة لإيران وبالتالي فإنها لديها القدرة على تهريب الأموال إلى المقاتلين الحوثيين بسهولة أكبر.
كثافة استخدام السلاح يعد أحد أهم أبجديات الحركات المسلحة التي تدعمها قطر في سوريا وليبيا والعراق وسيناء أيضا، وبالتالي فإن بصماتها واضحة وضوح الشمس على الحادث الأخير الذي تحاول من خلاله أن تزيد أرباك الأوضاع الأمنية في اليمن.
ولعل ما يبرهن على ذلك ما أعلنه أحد القيادات العسكرية بقوات الجيش في صعدة والذي أشار إلى أن نظام الحمدين الإرهابي في قطر مستمر في إقامة معسكرات لآلاف من أفراد العصابات الإفريقية المتخصصة في التهريب والنهب والسلب وحفر الخنادق على امتداد الحدود اليمنية مع المملكة، وذلك بتخطيط من قادة الحرس الثوري الإيراني، بعد أن دفعت الأخيرة مئات ملايين الدولارات للنظام القطري لتهديد أمن المملكة وتدمير اليمن.
ومن جانبه أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، عن تعرض إحدى وحدات معمل للغاز الطبيعي في حقل الشيبة البترولي إلى اعتداء عن طريق طائرات مسيرة بدون طيار "درون " مفخخة عند السادسة والثلث من صباح اليوم السبت .
وأكد أن الهجوم خلَّف أضرارًا محدودة، دون وجود أي إصابات بشرية ، مؤكدًا أن إنتاج المملكة وصادراتها من البترول لم تتأثر من هذا العمل الإرهابي.
وشدد الوزير الفالح بأن المملكة تدين بأشد العبارات هذا الهجوم الجبان، وتؤكد أن هذا العمل الإرهابي والتخريبي، ما هو إلا امتداد لتلك الأعمال التي استهدفت مؤخرًا سلاسل إمداد البترول العالمية بما في ذلك أنابيب النفط في المملكة، وناقلات النفط في الخليج العربي وغيرها.
وأوضح أن هذا الاستهداف لمنشآت حيوية لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما يستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم، وبالتالي يمثل تهديدًا للاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أنه يبرز مرة أخرى أهمية تصدي المجتمع الدولي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران.