سفير بدرجة مهرج.. المليشيات الإيرانية تعين مبعوثاً لدى طهران!

الأحد 18 أغسطس 2019 02:11:23
سفير بدرجة مهرج.. المليشيات الإيرانية تعين مبعوثاً لدى طهران!

لا يشك أحد في أن القرار الساخر الذي أصدرته المليشيات الحوثية اليوم السبت بتعيين سفير لها في طهران لا يخرج عن إطار الهزل السياسي، بل أن الشخص الذي أسمته سفيراً سيكون عليه القيام بدور المهرج، إذ سيرتدي زي "البلياتشو" وسيقوم بحركات بهلوانية من شأنها إقناع العالم بأنه مسئولا دبلوماسياً.

ما أقدمت عليه المليشيات الحوثية اليوم يجسد تماماً قيام جماعة إرهابية بتعيين سفير لها لدى دولة تشرف على تمويلها، وبالتالي فإنه لا يوجد مسوغ قانوني أو دولي يتيح لها القيام بهذا الفعل، وفي نفس الوقت فإنها لن تجد ممانعة من الطرف الآخر الذي يتحالف معها ويمولها.

بعيداً عن هذا كله فإن المليشيات الإيرانية حينما أرادت أن تعين سفير لها في طهران، اختارت أحد الإعلاميين والذي ليس له علاقة بالعمل الدبلوماسي أو السياسي من قريب أو بعيد، وهو ما يبرهن على أن مهتمة الأساسية ستكون التهريج والكذب والتدليس، وأنها اختارت الشخص الذي حددته طهران للقيام بتلك المهمة.

وبالنظر إلى الجانب السياسي فإن تلك الخطوة في هذا التوقيت تبرهن على أن الجهود الاستخباراتية للتحالف العربي نجحت في كشف كثير من أوراق التعاون والتواصل بين المليشيات الحوثية وطهران، وأن بقاء مبعوث دائم في طهران بشكل رسمي أضحى ضرورة أيضاً في ظل التضييق الأمريكي على إيران.

وتأتي ذلك القرار بعد أيام قليلة من لقاء عدد من قيادات المليشيات الحوثية بالمرشد الإيراني علي خامئني في طهران، وهو اللقاء الذي أثبت "أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران"، بحسب ما أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش.

ونشر قرقاش تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال فيها إنه "لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحا بعد لقاء قيادتهم مع خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم".

وتأتي تغريدة قرقاش تعليقا على تعهد رأس هرم النظام الإيراني بمواصلة دعم بلاده لوكيله في اليمن (ميليشيات الحوثي).

وسلم وفد الحوثيين الذي وصل إلى طهران، قبل بضعة أيام، خامنئي رسالة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وتناولت أجندة اللقاء العلاقات بين الطرفين، واستمرار الدعم الإيراني المادي والعسكري لميليشيات الحوثي.

وكان التخريب الحوثي محط ثناء وإعجاب المرشد الإيراني، إذ مجد خامنئي أعمال الحوثيين ووعدهم بالنصر، كما قدم التعازي بمقتل إبراهيم الحوثي شقيق عبدالملك.

كما أخذت المعاداة للغرب أيضا حيزا من زمن للقاء، حيث تفاخر خامنئي بمواقف إيران المعادية للولايات المتحدة والغرب، مبررا أن بلاده انتهجت هذا السلوك ردا على التصرفات المسؤولين الأميركيين والغربيين، وفق قوله.
ويرى مراقبون أن تفاصيل وكواليس اللقاء توثيق جديد للعلاقة التي جمعت السلطات الإيرانية بالميليشيات اليمنية، فمنذ انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن عام 2014 لم يتوقف النظام الإيراني عن تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الحوثيين خلافا للقرارات الدولية.

والسفير الذي عين بموجب قرار من رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط هو إعلامي يدعى إبراهيم محمد محمد الديلمي، وعمل الديلمي مديرا عاما لقناة المسيرة التابعة للمليشيات في مكتبها الرئيسي في العاصمة اللبنانية بيروت.