انتصارات عدن تكتب كلمة النهاية.. عقد الشرعية ينفرط
رأي المشهد العربي
كتبت انتصارات القوات المسلحة الجنوبية في العاصمة عدن وتطهيرها من إرهاب الإصلاح الذي تخفى في رداء الحكومة كلمة النهاية بالنسبة للشرعية التي يأتي على رأسها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بعد أن كشفت عن قدر هائل من التفتت التي أصابها منذ أن سيطرت القوات الجنوبية على المعسكرات الأمنية وقصر اليمامة (معاشيق سابقاً).
المتابع لردود فعل الشرعية يدرك تماماً أنها تحاول أن تفجر الأوضاع برمتها أملاً في البقاء، فانخرط قياداتها في مهاجمة التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، فيما ذهب البعض الآخر للانغماس في مؤامرات من الممكن أن تحقق لهم بعض المأمول في الجنوب، واندفع الجزء الثالث في محاولات للمزايدة على بعضهم البعض أملاً في البقاء بمنصبه.
منذ أن انهزمت مليشيا الإخوان الإرهابية (عناصر حزب الإصلاح) لم يتوقف وزير الداخلية أحمد الميسري عن مهاجمة التحالف العربي بل أنه اتهم المملكة العربية السعودية بالتواطؤ مع سيل آخر من الاتهامات لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالرغم من أنه لولا التحالف لما تحررت المحافظات التي كانت تحت سيطرة المليشيات الحوثية، وهو الموقف ذاته الذي أتخذه الوزير الفاسد صالح الجبواني.
التلاسن والهجوم على التحالف العربي كان الحل الوحيد أمام بعض الوزراء الآخرين أيضاً، والذي ينتمون إلى الإصلاح وهدفوا من خلال ذلك تنفيذ أجندة قطر التي تحاول أن تفشل جهود التحالف العربي بكافة السبل.
أما الجزء الآخر من الشرعية والذي مثله الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فاختار الاختفاء بالرغم من أنه كان من المفترض أن يكون صاحب الموقف الأوضح والأقوى سواء بالتأييد أو الرفض ولكنه بدا أنه مغلوب على أمره بفعل سيطرة الإصلاح على الشرعية والتي سيرت مواقف الوزراء في اتجاه العداء المباشر مع التحالف العربي.
أحد عقود الشرعية المنفرطة اختار أن يمارس هواية اعتاد عليها الإخوان في جميع خطواتهم السياسية في البلدان العربية والتي ترتبط بالمزايدات السياسية أملاً في تحقيق المكاسب، وتصدر هؤلاء عبد الملك المخلافي مستشار الرئيس اليمني عبدربّه منصور هادي، لأنه أراد بموقفه المتطرف المزايدة على هادي في إظهار عدائه لدولة الإمارات العربية المتحدة، لعلّ ذلك يسترضي عبدربّه منصور ويحمله على إعادة الاعتبار له لعلّه ينزله عن الرفّ مجددا، بعد أن أقاله من منصب وزير الخارجية.
عقد آخر من العقود المنفرطة يمثله علي محسن الأحمر، الذي لجأ أسلوب المؤامرات الصامتة، بعد أن أوعز للعصابات التي يسطر عليها وتتواجد في سيئون متمثلة في المنطقة العسكرية الأولى لأن ترتكب انتهاكاتها ضد أبناء الجنوب في محاولة لنسف التهدئة التي يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي.
كل هذه الوقائع التي تأتي بالتوازي مع حالة من الضعف والتشتت غير المسبوقة للشرعية بما يعني أن عقدها قد انفرط، وأنها بانتظار أنابيب الأكسجين الصناعية لتساعدها على الحياة.