استهداف المعلمين.. طريق مختصر لنشر طائفية الحوثي باليمن

الثلاثاء 20 أغسطس 2019 00:20:40
استهداف المعلمين.. طريق مختصر لنشر طائفية الحوثي باليمن

تركز المليشيات الحوثية في اليمن على استهداف المعلمين باعتباره أقصر الطرق نحو نشر طائفيتها التي تروج إليها لتجنيد الصغار والدفع بهم إلى ميادين القتال، إذ أن التخلص من المعلمين الذين يعلمون الأطفال القيم اليمنية يمكنها من الدفع بغيرهم تابعين إليها لتوصيل أفكارها.

كشفت نقابة المعلمين اليمنيين، أن أكثر من 1500 معلم ومعلمة قتلوا على يد ميليشيات الحوثي، منذ انقلابها على السلطة الشرعية وإشعال الحرب قبل أكثر من 4 سنوات، وأشارت إلى أن قرابة 2400 من العاملين في القطاع التعليمي باليمن تعرضوا لإصابات نارية مختلفة، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة.

بدوره، أكد المسؤول الإعلامي للنقابة يحيى اليناعي، في تصريحات صحافية، أن الاشتباكات المسلحة في القرى والمدن، والقصف العشوائي على المدارس والمناطق الآهلة بالمواطنين، والتعذيب في أقبية السجون، وزرع الألغام والعبوات المتفجرة في الأحياء السكنية والمزارع والطرقات من قبل عناصر ميليشيات الحوثي، نجم عنه هذا العدد الكبير من الضحايا في صفوف المعلمين.

وأوضح اليناعي، أن النقابة وثقت 32 حالة اختفاء قسري لمعلمين اختطفتهم ميليشيات الحوثي من منازلهم ومدارسهم ولم يشاهد أي فرد منهم بعد ذلك، كما لم تتلق عائلاتهم أي إجابة من الحوثيين بشأن مصيرهم.

وقال اليناعي إن ميليشيا الحوثي قامت بهدم 44 منزلا من منازل المعلمين وسوتها بالأرض باستخدام الألغام، في محافظات "صعدة، عمران، حجة، وصنعاء"، موضحاً أن 60% من إجمالي العاملين في القطاع التعليمي باليمن البالغ عددهم 290 ألف موظف لم يحصلوا على مرتباتهم بشكل منتظم منذ 3 أعوام، وأن أكثر من 9 آلاف تربوي من المعلمين النازحين لا يتقاضون مرتباتهم شهريا، ما جعلهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية في المعيشة والحياة.

إلى ذلك دعا المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين، الجهات المختصة والمجتمع الدولي لحماية التربويين في اليمن وإجراء تحقيقات موثوقة في كافة وقائع القتل والاختفاء والاعتقال ومختلف الانتهاكات الإنسانية بحق المعلمين، وتقديم توضيحات علنية بما تم إنجازه من التحقيق في هذه الجرائم، وضبط ومحاكمة الجناة.

كشفت النقابة عن تعرض أكثر من 300 معلم للاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب في سجون ميليشيا الحوثي، منذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014، وبحسب اليناعي فإن ما يقارب من 4000 معلم فصلوا من وظائفهم واستبدلوا بعناصر من جماعة الحوثي، بعضها متورط في جرائم وأعمال عنف.

واعتبر اليناعي أن "قطاع التعليم بات جزءاً من الحرب وأحد أهم ساحات التحشيد للقتال"، لافتاً إلى تحول الكثير من المدارس في صنعاء وغيرها إلى معسكرات تعبئة وتدريب، مشيراً إلى أن مراجعة للكتب المدرسية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي كشفت عن محتوى يحض على الكراهية والتمييز والعنف"، مبيناً أن التعديلات التي أجرتها جماعة الحوثي على المنهج الدراسي يتأثر بها نحو 3 ملايين طالب وطالبة يتوزعون على مرحلتي التعليم الأساسي والتعليم الثانوي.

وخلال الأشهر الماضية، ضاعف الحوثيون من أنشطتهم التحريضية الهدامة وبالأخص لدى طلاب المدارس ورياض الأطفال، بهدف تلغيم عقولهم وتزييف هويتهم ومعتقداتهم على أمل أن يصنعوا منهم قنابل موقوتة، تهدد حاضر ومستقبل البلد والمنطقة بشكل عام.

وركزت المليشيات بشكل أكبر على الأطفال، طمعاً في تشكيل هويات ومعتقدات لا تؤمن سوى بالعنف والقتل، لدى هذا الجيل الذي يمثل نواة المستقبل، وبما يخدم أجنداتهم ومشاريعهم التخريبية، ما يؤكد حقيقة نواياهم في تهديد السلم الاجتماعي ونسف كل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام، وفقا لمراقبين.

وبالإضافة إلى التعديلات الخطيرة التي أدخلتها في المناهج الدراسية، فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية مؤخرا على جميع المدارس بمناطق سيطرتها إقامة فعاليات وإذاعات مدرسية بالتزامن مع إحياء ما تسميه "يوم الشهيد"، الذي تحتفي فيه بقتلاها في جبهات القتال.