غريفيث يتهرب من فشله بالحديدة بالتركيز على العاصمة عدن
رأي المشهد العربي
بغض النظر عما سيأتي في إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء، فإنها تشكل هروباً جديداً عن فشله المفضوح في الحديدة بعد أن تعقدت الأوضاع هناك لمزيد من إضاعة الوقت في قضية أخرى حسمها أبناء الجنوب في العاصمة عدن.
تشكل انتصارات القوات الجنوبية في عدن ملجئاً جديداً بالنسبة للمبعوث الأممي للتهرب من المواجهة بشأن الأوضاع في الحديدة، فالمبعوث الأممي الذي لم ينطق بحرف واحد طيلة الأيام والأسابيع الماضية بعد أن استغلت المليشيات الحوثية الغياب الأممي لتكثيف قصفها وخروقاتها واستهدافها للمدنيين في الحديدة يأتي اليوم ليركز على أوضاع العاصمة عدن بعد أن شهدت استقراراً كبيراً بفعل فاعلية المجلس الانتقالي الجنوبي.
لم يتحدث المبعوث الأممي بحرف واحد حينما أقدمت المليشيات الحوثية بحشد قواتها العسكرية إلى مناطق متفرقة بالحديدة، ولولا مواجهة ألوية العمالقة لتلك الحشود لأضحى هناك وضعاً مغايراً، ولكن يحاول خلق قضية جديدة من الممكن أن تطيل أمد بقائه في اليمن.
هناك أسباب عدة تجعل المبعوث الأممي يترك القضية الأهم لإنهاء الانقلاب الحوثي ويذهب إلى أحد التفريعات، على رأسها أن المجتمع الدولي غير جاد في حسم الأزمة اليمنية، وتتلاقى رغبته مع المراوغات الحوثية العديدة التي تمارسها بشأن الحديدة، والهدف الثاني أن الحكومة الشرعية لم تقدم ما يجعل الأمم المتحدة ساعية لإنهاء الأزمة بعد أن أظهرت تعاطفاً وتعاوناً مع المليشيات بفعل أذرع الإصلاح داخلها.
السبب الثاني يرتبط بفشل الأمم المتحدة في تعيين بديل لمايكل لوليسيغارد رئيس لجنة إعادة الانتشار بالحديدة، وبالتالي فإن حديث غريفيث عن الحديدة لن يكون له معنى في ظل تقاعس الأمم المتحدة في اختيار بديل أخر بعد شهر من ترك منصبه، وهو ما يبرهن أيضاً على غياب الإرادة الدولية.
قد يرى البعض أن طرح القضية الجنوبية على المجتمع الدولي في مجلس الأمن أمر مهم ومطلوب، ولكن في الوقت ذاته يجب أن يكون هذا الطرح قائماً على معلومات سليمة وليست زائفة كالتي تحاول الشرعية ترويجها بين الحين والآخر، إذا استند غريفيث على حقيقة الأوضاع في عدن والتي استقرت بشكل كبير الآن فإن ذلك يساهم في مناقشة القضية بشكل سليم.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن تقديم إحاطة إلى مجلس الأمن اليوم الثلاثاء بشأن الأحداث الأخيرة في العاصمة عدن، وأشار الحساب للبعثة الأممية في بيان له أن غريفيث سيقدم إفادة إلى مجلس الأمن حول الوضع في الجنوب و اليمن اليوم.
ویعقد مجلس الأمن الیوم الثلاثاء جلسة لمناقشة التطورات في الیمن، یستمع فيها إلى إحاطات من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الیمن مارتن غریفیث ومساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية أورسولا مولر حول أخر المستجدات في العاصمة عدن.
من المرجح أن یطلع غریفیث المجلس على جهود تنفيذ اتفاق (ستوكهولم) المبرم في ديسمبر من العام الماضي، لكنه سيكون قضية فرعية في الجلسة.