الإطاحة بـ علي محسن الأحمر.. هل اقتربت نقطة الحرب الفاصلة؟
غيَّرت الانتصارات الكبيرة التي حقّقها الجنوب سياسياً وعسكرياً في الفترة الأخيرة، من مجريات الأمور على كافة الأصعدة، ويدفع الثمن الأكبر حزب الإصلاح الإخواني عقاباً على ممارساته الإرهابية التي تخطّت كل الخطوط الحمر.
وفي الوقت الذي وافقت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلةً بالمجلس الانتقالي، على الارتكان للحوار والالتزام بضبط النفس إلى أقصى درجة ممكنة، فإنّ حزب الإصلاح واصل التصعيد على كافة السبل، حتى بات استئصاله أمراً لا يحتمل التأخير.
ويُنظر إلى علي محسن الأحمر، نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى أنّه "رأس الأفعى" التي تحرِّك المشهد بغية تحقيق أهداف الأجندة الإخوانية شديدة التطرُف، والتي تنسقها وتحركها دولة قطر.
واستطاع الأحمر، بسبب اختراق "الإصلاح" المروِّع للشرعية، من تحويل الحكومة إلى معسكرات إخوانية إرهابية تفشت فيها ممارسات التطرف والإجرام، تحالف فيها مع المليشيات الحوثية الانقلابية على الرغم من تستُّرهم وراء عباءة الشرعية التي فاحت رائحة إرهاب "أخونتها".
إزاء هذه الحالة، فإنّ أغلب السيناريوهات للمرحلة المقبلة تميل إلى تطهير الشرعية من هذا العبث الإخواني وإعادة تشكيل الحكومة، وتتردّد معلوماتٌ بقوة على أنّ ستتم الإطاحة بمحسن الأحمر رفقة إخوان الشرعية.
وبات من غير المستبعد أنّ الحوار الذي تستضيفه مدينة جدة السعودية، ستنتج عنها تطورات كثيرة في المشهد تميل إلى هذا "التطهير" الذي لا يحتمل التأخير يوماً واحداً.
وتقول مصادر مقربة من كواليس المشاورات التي يجريها التحالف، بحسب صحيفة العرب، أنّ مسودة جدول أعمال الحوار تتضمَّن التوافق حول إصلاحات واسعة في مؤسسة الرئاسة اليمنية، بما في ذلك اختيار نائب توافقي للرئيس بصلاحيات تنفيذية كبيرة للتغطية على غياب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لم يعد قادراً بسبب وضعه الحالي على مسايرة أداء مختلف المؤسسات، فضلا عن تشابكات الملف العسكري والأمني.
حديث المصادر يتماشى بقوة مع المعلومات المتداولة بشأن الإطاحة بمحسن الأحمر وإخوان الشرعية، وهو ما يمثّل المرحلة الأولى من إصلاح العبث والوهن الذي أصاب الشرعية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
كما أنّ استئصال الإرهاب الإخواني سياسياً، يعود الفضل فيه للقيادة الجنوبية التي دحرت إرهاب حزب الإصلاح من العاصمة عدن، كما أوضحت للإقليم والعالم أجمع العلاقات المريبة بين الحزب الإخواني والتنظيمات الإرهابية الشهيرة، وفي مقدمتها داعش والقاعدة.