الإمارات بين الشهادة الدولية وأكاذيب الشرعية.. الإصلاح في المربع الضيق
شهدت الأيام الماضية، ممارسة عناصر حزب الإصلاح الإخواني، لا سيّما المتستّرين بعباءة "الشرعية" تبجُّحاً على الإمارات وتنكُّراً للجهود التي قدّمتها على الصعيدين العسكري والإغاثي منذ اندلاع الحرب الحوثية التي أشعلتها المليشيات الانقلابية في صيف 2014.
حملة التشويه "الإخوانية" بدأت على الصعيد الإعلامي في بادئ الأمر، ثم انتقلت للجانب الرسمي أو الحكومي، لتكشف عن الحجم الهائل من اختراق "الإصلاح" للشرعية.
في مقابل ذلك، ردّ الكثيرُ من النشطاء على الحملة الإخوانية بالتذكير بالجهود الإماراتية التي نالت تقدير العالم أجمع، ومن بينما ما قالته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي قالت إنّ القوات الإماراتية كانت وراء كل تقدم كبير أُحرز لصالح الحكومة الشرعية.
وأضافت - وهي تصف القوات الإماراتية بـ"المتمرسة" - أنّ للضباط الإماراتيين كذلك دورًا محوريًا آخر خلف الكواليس لا يقل أهمية بتشكيل قوات يمنية متشعبة، ونقلت عن الزميل البارز في معهد واشنطن مايكل نايتس قوله إنّ الشيء الوحيد الذي يمنع الحوثيين من السيطرة على اليمن هو القوات المسلحة الإماراتية.
هذا جانبٌ من إشادة دولية حظيت بها الإمارات على جهودها المُقدّرة في اليمن على مدار سنوات مضت ولا تزال، فيما يمارس "إخوان الشرعية" تنكراً لهذه الخدمات، وتخطّوا كل الخطوط الحمر في اللهجة الإعلامية والرسمية ضد أبو ظبي.
التطاول الحكومي بشكل عام ومن حزب الإصلاح بشكل خاص أمرٌ غير مستغرب على الإطلاق، فهذا الفصيل سبق أن فعل الأمر نفسه ضد السعودية، ويبدو أنّه مستعدٌ لتكرار ذلك مرات ومرات طالما أنّه ينهار خاسراً في ميدانيّ السياسة والقتال.
اللافت مما يطفو على السطح من قراءات لوضع الحكومة الشرعية "المترهّل" أنها تتباكَ على خسائرها أمام المليشيات الحوثية بنفس القدر الذي اتبعت فيه وسيلة الصراخ والعويل إزاء انهيارها أمام الجنوبيين سياسياً وعسكرياً، وهو ما يبرهن على أنّ الشرعية لا تعبأ كثيراً بحسم المواجهة أمام الانقلابيين وزحزحة رماد جبهاتً، جمّد فيه "الإصلاح" القتال؛ خدمة للمليشيات.