الحوثيون والجينيالوجيا.. السلاح الفتاك في حرب المليشيات
منذ إشعالها الحرب العبثية في صيف 2014، أقدمت مليشيا الحوثي الانقلابية على ارتكاب الكثير من جرائم العنف التي حملت الكثير من النتائج المروعّة، وقادت إلى تغيير ديموغرافية هائلة، بات الصمت إزاءها أمراً لا يقل خطراً.
تقول صحيفة الخليج، اليوم الأحد، إنّ المليشيات الحوثية تتبع سياسات طائفية وتعمد إلى ضرب المقومات الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية وبخاصة العسكرية، وغيرها من الأساليب الهوجاء التي تحترف النزوع إلى العنف واللاعقلانية، عن طريق الإغراق في استخدام القوة.
وتضيف الصحيفة: "يوّجه الحوثيون بوصلتهم التدميرية، القائمة على منطق الفوضى، نحو شعوبهم وشعوب المنطقة، غير عابئين بقيم التعايش والجوار الجغرافي والديموغرافي، باسم الأيديولوجيات، وهذا العمل الباحث عن العنف المخفي وراء الظاهر؛ وهو ما يُسمى الجينيالوجيا التي تعود إليها الأشياء، وكأنها تقشير للأغلفة السطحية والمزيفة التي تغطي جوهر الإنسان".
وتضيف: "هذا ما يحصل اليوم في صنعاء، عندما سيطروا على بعض المناطق فيها، حيث اندفعوا في تفجير أحقادهم، وقاموا بأعمال انتقامية فئوية أكثر من طبقية، وكانت أعمالهم هذه تتزايد شراسة ووحشية بقيامهم بواسطة الطائرات المُسيّرة باستهداف المطارات المدنية والمنشآت النفطية".
وتذكر الصحيفة: "هذا السلوك المخالف لطبيعة الأشياء، يدفع إلى محاولة تحطيم تراث وقيم الأمة؛ بحيث يجعل هذه الفئة الحوثية ذاتها المحط الدائم لكل قوة، وتكون في حال من انفعال مستمر، وبصورة لاواعية؛ بافتعالها كل سبب لإشعال الفتنة، وإشاعة الفرقة والانقسام في كل منطقة، وتسديد الطعنات المسمومة إلى كل توافق أو تجانس؛ وذلك كله بغية الاستيلاء على السلطة، ليس حباً في السلطة وإن كان طبع الجبابرة إراقة الدماء؛ طمعاً في الانفراد بالسلطة التي تخولهم الولوغ في أنهار الدماء وإنما تنفيذاً لأجندات أخرى".
الجرائم الحوثية تُقابل بصمت أممي مروّع، وهو ما قوبل بإدنات كبيرة، حيث أصدرت 147 منظمة مجتمع مدني بياناً مشتركاً، استنكرت فيه الصمت الإقليمي والدولي على جرائم مليشيات الحوثي بحق المدنيين.
وأدانت المنظمات، في بيانها المشترك، ارتكاب مليشيا الحوثي عددًا من الجرائم المروعة بحق المدنيين والتي تؤكد تعمُّدها ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتعمدها للقتل المباشر والممنهج واستهداف الأطفال والمدنيين.
واستنكر البيان الصمت المستمر وغير المبرر للمنظمات الدولية وهيئة الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن إزاء ما يحدث من جرائم متكررة ومتعمدة ترتكبها المليشيات الحوثية بشكل سافر ومتعمد وممنهج، وطالب المجتمع الدولي بالإفصاح عن موقفه من جرائم المليشيات، مؤكداً أنّ السكوت على هذه الجرائم تعتبره المليشيات إذناً لها بالاستمرار في ارتكاب الجرائم.
وحمّلت المنظمات الحوثيين المسؤولية، والأمم المتحدة المسؤولية التبعية إزاء صمتها على جرائم القتل والقصف والترويع والذي أدى إلى استمرار المليشيات في ارتكاب تلك الجرائم بشكل يومي مستغلة المواقف الضبابية للأمم المتحدة.