هكذا يفر الأتراك من المدارس الحكومية هربًا من الأخونة وتدني المستوى

الاثنين 26 أغسطس 2019 12:56:10
هكذا يفر الأتراك من المدارس الحكومية هربًا من الأخونة وتدني المستوى

شهدت رسوم المدارس الخاصة في تركيا ارتفاعاً كبيرًا في السنوات الأخيرة؛ تراوحت نسبته بين 15-29%، وكانت المدارس الأجنبية صاحبة نصيب الأسد في هذه الزيادات.
وأرجع تقرير لموقع "أحوال تركية" هرب أولياء الأمور في تركيا من المدراس الحكومة إلى المدارس الخاصة، نظرا لفرض ايدلوجية حزب العدالة والتنمية الحاكم، على الطلاب بما يشكل هروبا شعبيا من الاخونة.
ووفقاً للبيان الصادر عن مؤسسة الإحصاء التركية الرسمية العام الماضي، فقد بلغت معدلات التضخم في قطاع التعليم، في جميع أنحاء تركيا، 12% ؛ الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم إلى مطالبة المدارس الخاصة في تركيا بالإعلان عن رسومها بنهاية شهر مايو.
بصفة عامة، تستند المدارس، عند تحديد رسومها، إلى لوائح تقررها المجالس التعليمية الخاصة التابعة لوزارة التربية والتعليم.
ووفقًا لذلك، يمكن للمدارس الخاصة رفع رسوم الصفوف المتوسطة، بإضافة خمس نقاط كحد أقصى على نسبة التضخم (التضخم لمدة 12 شهرًا). وبذلك تُمنح للمدارس الخاصة صلاحية إقرار زيادة تتراوح بين 27-32% ، مقارنة برسومها في يناير من العام الدراسي 2018-2019.
يقول رئيس رابطة المدارس الخاصة في تركيا، نور الله دال، إنه في الوقت الذي تتاح فيه الفرصة للمدارس الخاصة لرفع رسومها عن العام الدراسي الجديد بنسبٍ وصلت إلى 32% ، يتراوح معدل الزيادة في المؤسسات التعليمية الأخرى بين 16-17%، وإن 99% من المدارس لم تقر زيادة بهذا الشكل.
يضيف دال أن المدارس الخاصة تعتمد، في قراراتها، على الوضع المادي لأولياء الأمور، وعلى الحرص على عدم تسرب الطلاب من التعليم.
يوجد من المدارس ما تطلب رسوماً إضافية خلال العام الدراسي من أجل الأنشطة المدرسية، تحت بند رسوم إضافية، ومنها ما تطلب المبلغ إجمالاً؛ أي يشمل كافة البنود الأخرى. على سبيل المثال، تخصص مجموعة مدارس Istek نصف يوم كل سبت، بالإضافة إلى ساعات محددة في الأجازة الأسبوعية للقيام بالأنشطة الاجتماعية، والتدريب على الامتحانات، ومطالعة دروس اللغة الأجنبية، التي يتم تدريسها (الإنجليزية واللغة الأجنبية الثانية والعلوم والرياضيات).
كما تتيح للطلاب إمكانية الدخول على منصات الإنترنت التعليمية، وتصطحب الطلاب في رحلات تعليمية وثقافية كذلك.. ويتم تضمين كل هذه الأنشطة والخدمات مع الرسوم المقررة.
ومع ذلك، فأولياء الأمور مطالبون بدفع رسوم الوجبة المدرسية السنوية المحددة على أساس معدل ضريبة القيمة المضافة البالغ 8% ، وهي 4 آلاف 720 ليرة تركية في رياض الأطفال و 5 آلاف ليرة للفصول الأولى والثانية والثالثة والرابعة.
ويتراوح متوسط سعر الوجبة المدرسية بين 4 و6 آلاف ليرة تركية. من ناحية أخرى، تتباين الأسعار في بعض المدارس وفقًا للحالة الاجتماعية والاقتصادية للمدن ومدى التطور الحضري في المنطقة التي تقع فيها المدرسة، وبلغت الرسوم الدراسية في مدرسة "دوجا كوليج" الثانوية في إسطنبول 53 ألفاً و 295 ليرة تركية، في الوقت الذي تحدد فيه المدرسة نفسها مبلغ 42 ألفاً و310 ليرات للرسوم الدراسية في أنقرة، و35 ألفاً 675 ليرة في أضنة.
وفيما يتعلق بالرسوم السنوية للمدارس الخاصة الأجنبية، فقد سجلت الرسوم الدراسية لدى مدرسة روبرت كوليج الأمريكية هذا العام زيادة بنسبة 20%، وأعلنت إدارة المدرسة أن رسوم المدارس، التي تعمل بنظام الدوام النهاري، 100 ألف ليرة، في حين بلغت رسوم المدارس الداخلية لمدة خمسة أيام 137 ألفاً، أما المدارس الداخلية لمدة سبعة أيام، فقدرت رسومها الدراسية بنحو 153 ألفاً و800 ليرة تركية.
يدرس في هذه المدرسة نحو 42 ألف طالب، ويقوم على التدريس هناك 115 معلماً، بمعدل معلم لكل تسعة طلاب، وتستقدم المدرسة ما يعادل 43% من المعلمين العاملين لديها من دول أخرى غير تركيا. ومن بين المدارس الأجنبية، يوجد ثلاث مدارس فقط رفعت الرسوم الدراسية لديها بنسبة 29%، وهي مدرسة سانت جوزيف الثانوية الفرنسية من 53 ألفاً و893 ليرة إلى 68 ألفًا و391 ليرة، ومدرسة سانت ميشيل الثانوية الفرنسية من 52 ألفًا و760 إلى 68 ألفًا و480 ليرة، والمدرسة الألمانية الثانوية الخاصة من 49 ألفًا و300 ليرة إلى 64 ألف ليرة تركية.
يتم تحديد رسوم المواصلات لهذه المدارس، كما هو الحال بالنسبة للمدارس الأخرى، من قبل مركز تنسيق النقل في تركيا. وجدير بالذكر أن رسوم الحافلات المدرسية قد ارتفعت في العام الدراسي 2018-2019 بنسبة 12% في اسطنبول، وبنسبة 13% في أنقرة، و29% في أزمير.
من جانبها، صرحت رئيسة فرع رابطة أولياء الأمور في أنقرة، حوليا ديفيجي، أن نظام التسجيل، الذي يعتمد عنوان السكن، لم يترك خياراً أمام العائلات وأولياء الأمور.
وأضافت "وجد أولياء الأمور، لا سيما من أصحاب الدخل المنخفض، أنفسهم بين خيارين؛ إما اللجوء إلى القروض أو إلى الاستدانة؛ لأنهم وقفوا، بكل ما تحمله الكلمة، عاجزين، ليس لديهم خيارات بديلة. يتوجه الكثيرون، حتى الأشخاص الذين يتقاضون راتباً واحداً، والذين يتقاضون معاشاً تقاعدياً، إلى المدارس الخاصة.
وفي رأيي، إن الطلب على المدارس الخاصة سيستمر في الازدياد، طالما ظلت جودة المدارس الحكومية على نفس مستواها الحالي". يولي جميع أولياء الأمور، الذين تحدثنا معهم، أهمية خاصة لموضوع اللغة الأجنبية، بل هي أولوية قصوى لديهم. لهذا السبب، يفضل الكثيرون منهم المدارس الخاصة على المدارس التابعة للدولة.
ومع ذلك، فقد بدأ البعض منهم يراجع خياره هذا، مع ارتفاع الرسوم الدراسية، ورسوم الوجبات المدرسية، والحافلات المدرسية في هذه المدارس.