إنما الصبر عند الصدمة الأولى

قال تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله )

١. لا أقول لكم إنني علامة أو حتى محلل سياسي أو عسكري أو إنني أعرف تفاصيل ما حدث أو أن لدي تفسيرا له فأنا مثلكم مصدوم, وبلا نوم ولا أكل بشكل طبيعي منذ الأمس ولكن لدي ثقة بالله تعالى ثم بشعبنا في الجنوب ثم بالقيادة السياسية .
نحن نكتب هنا من وسط دخان الصدمة قبل أن ينجلي فإذا عرف السبب بطل العجب والأسباب لم تتضح بعد فعلينا الصبر والتاني والحلم وعدم الجزع و الاستعجال.

٢ .اياكم واليأس والإحباط والانهيار المعنوي فهذا ليس من سمات الشعوب المكافحة فبين ساعة وساعة فرج ونحن شعب لم نفقد الحيلة والأمل في أي
مرحلة من تاريخنا . بدأ الحراك الجنوبي غريبا مستضعفا رغم عدالة القضية والتفاف الشعب حولها ثم اضحى قويا شديدا . ولكن لا أحد في ميدان السياسة يستطيع أن ينتصر على خصمه بالضربة القاضية إذ تبقى لدى القوي نقاط ضعف وتبقى لدى الضعيف نقاط قوة وهذا ما يسمى بضعف القوة وقوة الضعف.

٣. يجب التاني والتماسك والوقوف على الحقائق وتقييم المرحلة السابقة وعدم اللجوء مهما يكن إلى التخوين والاتهامات أو كل يحمل المسؤولية الآخر فيما بيننا أو التشكيك في القيادة السياسية رجما بالغيب بل يجب تجاوز هذه الصدمة التي لم ينقشع غبارها بعد فلعل وراءها خيرا (والله يعلم وأنتم لا تعلمون)

٤. إن استعادة الأوطان والدول مسألة ليست سهلة ولا هينة . فهذا الجنوب الذي يمثل موقعا استراتيجيا ويربط بين الشرق والغرب عند باب المندب وتحت رماله كنوز هائلة من الثروات لن يعود لأهله بيسر ولكن بمزيد من النضال والكفاح والصبر والسياسة والدبلوماسية وضمان المصالح الإقليمية والدولية والتماسك الداخلي الصلب وتحاشي الاختراقات وغير ذلك. فهنالك من ينافسنا على خيرات بلادنا ويتربص بنا الدوائر ، ولكن على الرغم من المرونة في السياسة فإن شعب الجنوب لن يسمح ان يكون وطنه حبة بطيخ تقطعها السكاكين وفق المصالح الإقليمية والدولية ولن يرضخ لمشروع الأقاليم المشبوه المرفوض في الشمال والجنوب واذا كان شعب الجنوب قد وقف إلى جانب التحالف في مواجهة المد الإيراني الطائفي وحرر وطنه منه وسار شمالا إلى جانب التحالف فإنه بعد اليوم لن يقاتل لا في الشمال ولا في الجنوب في سبيل تنفيذ مشروع الأقاليم بل سيتصدى لهذا المشروع الاستعماري الكارثي بكل الطرق.

٥. يجب المحافظة بقوة على ما بين أيدينا من مكاسب ومناطق والدفاع عنها باستماتة وضبط أمورها فهي عصب الجنوب وفيها عاصمته وهي منطلقنا لاستعادة الجنوب كله .

٦. سقط مدرم هنا واشتد من ثم علي عنتر يسمعهم جوابه . فإن تكن عتق الحبيبة قد احتلها الإرهاب تحت يافطة الشرعية إلى حين فإن الرد قد جاء من وسط المحيط إذ تحررت سقطرى وأعلنت ولاءها للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ثم إن قواتنا في شبوة لم تهزم بل كانت في أوج الانتصار والتقدم ولكن لم يسمح لها بالاستمرار في القتال بسبب الفيتو السعودي الذي هدد بالطيران ويقال إنه قد ضرب فعلا القوات الجنوبية التي كانت تقاتل وتتقدم في عتق.

٧. على القيادة السياسية المتمثلة بهيئة رئاسة المجلس الانتقالي ان تفسر ما حدث لجماهير الشعب وتوضح تلك التداعيات الدراماتيكية الموسفة التي حدثت في بضع ساعات بكل شفافية بعيدا عن الحسابات والمجاملات السياسية والدبلوماسية فشعب الجنوب أولى بالمصارحة والمكاشفة وهو مصدر التفويض والسلطه وصاحب القضية.

اللهم إلى من تكلنا؟ إلى بعيد يتجهمنا ام إلى عدو ملكته أمرنا ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي لك العتب حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك .