هل أصبح انسحاب القوات الجنوبية من الشمال مطلباً شعبياً واجباً؟
رداً على الممارسات الإجرامية التي ترتكبها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر ضد الجنوب وقواته المسلحة، وهي أعمال ترتقي إلى "جرائم ضد الإنسانية"، لاحت في الساعات الماضية مطالب كثيرة بسحب القوات الجنوبية التي تقاتل المليشيات الحوثية في الشمال.
على مدار سنوات الحرب المتراكمة، قدّمت القوات الجنوبية الكثير من التضحيات في جهودها لمكافحة الإرهاب وتحديداً في أرض الشمال، ضد الحوثيين، لتثبت أنّ مبادئ نزع التطرف ومكافحة الأشرار لا تتجزأ، حتى وإن كان الشمال نفسه ممثلاً في حكومة الشرعية المخترَقة من حزب الإصلاح الإخواني تنصب العداء للجنوب.
لكن ما حدث في الأيام الأخيرة من إجرامٍ إخواني فاق كل الحدود الحُمر، وبات من غير المقبول السكوت عليه، وهو ما قامت القوات الجنوبية عندما احتشدت لتدافع عن نفسها وأرضها، لكنّ الطرف الآخر الذي ينصب كل العداء، توحّش في إجرامه وارتكب ما لا يمكن تخيُّله، ولعل أبرزها اللقطات التي حصل عليها "المشهد العربي" وأظهرت سحلاً تعرّضت له جثامين أسرى من النخبة الشبوانية.
فجّر هذا الإجرام من قِبل حكومة الشرعية حالة غضب جنوبية ربما تكون غير مسبوقة، لم تتوقّف عند حد التعبير عنه بإدانة واستنكار واسعتين، لكن وصل الأمر إلى المطالبة بسحب القوات الجنوبية التي تقاتل في الشمال ضد الحوثيين.
لم تقتصر المطالبة بسحب القوات لتكون رداً على جرائم الشرعية الإخوانية، لكنّ أيضاً هذه الحكومة التي تحوَّلت لما تشبه معسكرات إرهاب، تجيد سرقة أي نصر تُحقّقه القوات الجنوبية على الأرض في معاركها أمام الحوثيين وتحاول أن تنسبه إلى نفسها.
اصطدم هذا الواقع بما يرتكبه "الإصلاح" على الأرض، فحزب الجماعة الإرهابية عطّل الحسم العسكري في مواجهة المليشيات الحوثية، وانخرط في تحالفٍ وتقاربٍ مع الانقلابيين، قام على إثره بتسليم مواقع استراتيجية لهذا الفصيل الإرهابي من جانب، كما عقدا صفقات مشبوهة من جانب آخر، استهدفت الجنوب أرضاً وشعباً وهوية.
هذه الحالة على الأرض ربما تمنح نوعاً من التعاطف مع المطالب بسحب القوات الجنوبية من المناطق الشمالية، ويرى المُروِّجون لهذا التوجُّه – وما أكثرهم – أنّه من غير المنطقي أن يكون الجنوب محتل إخوانياً من قِبل حكومة الشرعية وتُمارس ضده صنوفٌ عدة من أعمال القتل المروِّعة، بينما تصطف قواته في أرض الشمال لتحريرها من الإرهاب.