طائرات الحوثي المُسيَّرة.. ماذا نعرف عنها؟

الأربعاء 28 أغسطس 2019 21:22:06
طائرات الحوثي المُسيَّرة.. ماذا نعرف عنها؟

شهدت الأيام الأخيرة، تكثيفاً غير مسبوق من قِبل المليشيات الحوثية الانقلابية في هجماتها الإرهابية على المملكة العربية السعودية عبر طائرات من دون طيار "مسيرة"، يتم اعتراضها وإسقاطها في أغلب الأحيان.

تصعيد الحوثيين وإكثارهم من هذه الهجمات، التي وصلت إلى أكثر من هجوم في اليوم الواحد، يمكن أن ينم عن حالة يأس كبيرة ملأت صفوف هذا المسعكر الإرهابي، جرّاء تضييق الخناق عليهم بشكل كبير في إطار العمليات التي يشنها التحالف العربي التي تستهدف استئصال هذا الورم السرطاني الخبيث.

بحسب خبراء، فإنّ طائرات الحوثيين من دون طيار هي مجرد أجسام صغيرة، يتم تجميع مكوناتها المهربة من إيران، ولا يتم تصنيعها بالكامل داخل اليمن، كما أنّ هذه الطائرات لا يمكنها أن تحمل الكثير من المتفجرات حتى يطول مداها، ولا يمكن التحكم فيها عن بُعد إذا كان مداها بعيداً.

هناك عدة أنواع للطائرات دون طيار، منها ما يمكن إرساله عن قرب، وهي الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض ومدى قصير، وهذا النوع لا يُستخدم في الأعمال العسكرية الهجومية.

أمّا الطائرات دون طيار التي تُستخدم في العمليات العسكرية، فلا بد لها من مدارج ومحطات تتحكم فيها، لأسباب عدة، منها أنها ثقيلة الوزن وقد تصل حمولتها إلى 100 كيلو جرام، وبعضها يزيد على ذلك.

وتؤكّد العديد من الشواهد والتقارير وقوف إيران وراء هذه الطائرات، ففي يناير 2018، قدم فريق خبراء تابع للأمم المتحدة تقريراً مفصلاً عن النماذج السابقة لطائرات بدون طيار التي يستخدمها الحوثيون، مثل "قاصف 1"، بالإضافة إلى مجموعة القذائف والصواريخ التي تستخدمها المليشيات المدعومة إيرانياً.

الخبراء أكّدوا أنّ أصل هذه الأسلحة هي إيران لأنّها تشبه تماماً النماذج الإيرانية التي لديهم، بصرف النظر عن ادعاءات الحوثيين بتصنيعها داخل اليمن.

وتشبه طائرات "قاصف" المسيرة التي يستخدمها الحوثيون، طائرات "أبابيل" الإيرانية المسيرة، من حيث التصميم والحدم والقدرات الهجومية، وتصنع أبابيل على يد الشركة الإيرانية لصناعة الطائرات (HESA).

وتستطيع الطائرة حمل ما بين 30 إلى 40 كيلوجراماً من المتفجرات لمسافة تصل إلى 150 كيلومتراً، ويعتبر نموذج "قاصف 2k" الذي يستخدمه الحوثيون متشابهاً جداً مع النماذج الإيرانية، أو على الأقل يعود أصل التصميم إلى إيران، وطريقة التجميع.

ويقول خبير الطائرات بدون طيار في مؤسسة "PAX" الهولندية لدراسات السلام ويم زويجننبيرج إنّ سبب انتشار الطائرات بدون طيار في اليمن، هو سعرها الرخيص، فضلاً عن اعتبار إيران لليمن حقل تجارب لاختبار أسلحتها.

وكشفت مراكز بحثية عسكرية أنّ المليشيات الحوثية تتلقّى دعماً مستمراً من الحرس الثوري الإيراني، وعلى وجه الخصوص من فيلق القدس، بجانب إرشادات من حزب الله اللبناني، بجانب إمدادات عسكرية، كالطائرات المسيرة، والمتفجرات، وأسلحة أخرى.

وسبق أن كشف قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي، الأدميرال سكوت ستيرني، عن استلام الحوثيين الدعم الإيراني بحرياً من خلال مضيق باب المندب.