ألغام الموت الحوثية.. نارٌ على حافة طريق
الجمعة 30 أغسطس 2019 20:17:35
أحد أبشع صنوف الموت التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ اندلاع الحرب في صيف 2014، هو زرع الألغام القاتلة التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وتعمد إلى إطالة أمد الأزمة.
هذا الموت الحوثي الفتّاك قابلته جهودٌ مضنية من قِبل التحالف العربي من أجل انتزاع هذه الألغام لحماية الأرواح وإنقاذ من نجا من هذا الإرهاب المروّع.
مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام "مسام" تمكّن خلال الأسبوع المنصرم من انتزاع 2797 لغماً، منها 690 لغمًا مضادة للدبابات و2,107 ذخائر غير متفجرة.
وبلغ إجمالي ما تمّ نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن قرابة 84 ألف لغم زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية وراح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.
تقارير رسمية تشير إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.
وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وعلى مدار السنوات الماضية، سقط المئات من المدنيين الأبرياء بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، نتيجة انفجار الألغام والعبوات التي زرعتها المليشيات الحوثية في الطرق والوديان، فضلا عن مئات الضحايا جراء القصف الهمجي للانقلابيين على المناطق والقرى الآهلة بالسكان.
وبحسب صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، فإنّ مئات آلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي تشكل تهديداً سيدوم لفترة أطول كثيراً من أي سلام يمكن تحقيقه.
وأضافت أنَّ الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات شرّدت الآلاف من منازلهم وأعاقت وصولهم إلى الطرق والمياه والأراضي الزراعية، مشيرةً إلى أنّ هذا العدد الهائل للألغام الأرضية وتوزيعها بشكل عبثي سيجعل عملية إزالتها بطيئة وخطيرة.
وكانت دراسة اقتصادية قد بيَّنت أنَّ الألغام الحوثية في سهل تهامة تسبَّبت في انخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38% خلال العام الماضي، وفقدان آلاف السكان مصادر عيشهم.
وأكّدت الدراسة التي أعدها باحثون دوليون بعنوان "تأثير الحرب على التنمية في اليمن"، أن عائدات المزارعين في منطقة تهامة انخفضت بنحو 42% عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.
وأشارت إلى أنَّ تعرُّض المحاصيل والحقول للتفخيخ والهجوم المباشر من قِبل مليشيا الحوثي أجبر المزارعين على التخلي عن الأرض وتهجير العمال الزراعيين، كما تسبب نقص الوقود وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل في انخفاض الإنتاج الزراعي في سهل تهامة بشكل كبير.