قرارات مرتبكة.. خلافات الحوثيين تنخر جسدها الإداري

الأحد 1 سبتمبر 2019 00:38:49
 قرارات مرتبكة.. خلافات الحوثيين تنخر جسدها الإداري

ما أقدمت عليه المليشيات الحوثية اليوم السبت، بدمج حهازي الأمن القومي والسياسي داخل جهاز جديد تحت مسمى جهاز الأمن والمخابرات يعتبر عن حجم الارتباك الذي تعانيه المليشيات المدعومة من إيران، ما يشي بأن الخلافات الداخلية قد انعكست على تلك القرارات إذ أن تلك الأجهزة تقوم في النهاية بعمل واحد وهو التخطيط للقيام بعمليات إرهابية يئن منها أبناء اليمن.

رغبة المليشيات الحوثية بإقصاء ضباط المخابرات السابقين وإحلالهم بآخرين تابعين لها يعني أنها فقدت الثقة في كل من حولها، وأن الخلافات التي عصفت بها داخلياً أثرت في قدرتها على ضبط الأمور أمنياً في المحافظات المسيطرة عليها وأولها صنعاء.

اللافت في قرار المليشيات هو تعيين المدعو عبدالحكيم الخيواني ( أبوالكرار ) رئيسا للجهاز، والذي كان قد تعرض للطرد من قبل القيادي الحوثي عبدالكريم الحوثي المعين من المليشيا وزيرا الداخلية الحوثي من مكتبه، حيث كان أبوالكرار نائبا لوزير الداخلية .

وأضافت المصادر أن القيادي الحوثي النافذ محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى هو من أعاد الاعتبار للقيادي أبوالكرار ، والذي كان يمثل الذراع الأمنية لمحمد علي الحوثي .

وسبق وأن دخل أبو الكرار بخلافات مع القيادي الحوثي مهدي المشارط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، مدفوعا من القيادي محمد الحوثي الذي يطمح بكرسي المشاط .

وكان زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي قد وجه ابن عمه محمد الحوثي بعدم الاقتراب من كرسي المشاط بعد تضايق الأخير منه وفق ما أفادت به مصادر سابقا لـ "المشهد العربي".

وخلال الشهر الماضي نشبت خلافات متصاعدة عصفت بقادة قوات المليشيات الحوثية في الحديدة، الأمر الذي أجبر المليشيات على استبدال المشرفين العسكريين بالساحل الغربي، وهو ما انعكس على تكثيف القصف العشوائي باتجاه المواقع العسكرية والمدنية خلال اليومين الماضيين.

وقالت مصادر عسكرية، إن ميليشيا الحوثي عينت مشرفاً جديداً لقواتها في الحديدة ويدعى أبو عبدالرحيم ووصل إلى مناطق سيطرة الميليشيا، كما تم تعيين مشرف وقائي عام على جبهة الساحل الغربي يدعى أبو مالك الخولاني وقالت إن التعيينات الجديدة أتت بعد الخسائر الكبيرة، التي تلقتها الميليشيا على أثر محاولتها التقدم باتجاه مناطق سيطرة الشرعية في وسط مدينة الحديدة وجنوبها، وانتهت بمصرع عدد من القادة الميدانيين.

وأضافت المصادر ذاتها، بحسب ما نقلت عنه صحفية "البيان" الإماراتية، أن هذه التعيينات الجديدة أتت بعد مصرع أبو طالب السفياني- مشرف عام جبهة الميليشيا في الساحل الغربي، والمدعو حمزة الغرباني- المشرف الوقائي، وغيره، وآخرهم نجيب الرازحي- مشرف عام الميليشيا بمدينة الحديدة الذي كشفت معلومات عن تصفيته ضمن صراع الأجنحة.

تلك التطورات جاءت بالتزامن مع انسحاب 480 عنصرا حوثيا من جبهة الساحل الغربي نتيجة صراع حاد بين قيادات تنتمي إلى منطقة الحيمتين غربي صنعاء، وتطور الخلاف بين قادة حوثيين إلى اشتباكات مسلحة دفعت بأحدهم إلى سحب أنصاره الذين ينتمي غالبيتهم الى مديريتي الحيمتين في صنعاء.

ونشبت الخلافات بين القيادي أبو علي فاضل قائد المحور الشمالي الغربي للميليشيات الحوثية وبين المشرف العسكري لمربع الحيمتين المدعو "أبو يحيى الجريدي" وعلى إثرها أمر الأخير بانسحاب أنصاره من جبهات الحوثيين بالحديدة.

وعن أسباب الخلاف، بحسب المصادر، قيام علي فاضل بخصم مبالغ مالية من التمويل الخاص بالمحور، الذي يبلغ عدد أفراده 3600 عنصر، ولمدة ثلاثة أشهر على التوالي، ليستثمرها في شراء عقارات بصنعاء.

وتطور الصراع بين القياديين الحوثيين على نهب الأموال إلى اشتباكات مسلحة بعد قيام قائد المحور الشمالي الغربي للمتمردين، بتحريك حملة عسكرية بقيادة قائد المشاة في المحور محمد مجمل لضبط أبو يحيى الجريدي في منطقته ببني منصور.