البوصلة التي انحرفت.. أين الشرعية من الحرب الحوثية؟

كشفت التطورات المتسارعة التي يشهدها الجنوب في الفترة الأخيرة حجم المؤامرة التي تحملها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، المنضوية تحت لواء حكومة الشرعية.

على جبهات جنوبية عدة، حشدت المليشيات الإخوانية العديد من العناصر المتطرفة، من جماعات يجمعها تقاربٌ مع الجماعة الإرهابية بغية غرس بذور التطرف في الجنوب وإشعال الفوضى على أراضيه. 

كما استخدمت مليشيا الشرعية الإخوانية كتائبها الإلكترونية من أجل ترويج الأكاذيب عن الجنوب في إطار مخطط الحرب النفسية التي تقوم بشكل رئيسي على الإدعاء بتعاظم مليشيا الشرعية بقيادة محسن الأحمر في أرض الجنوب، بينما سطّرت القوات الجنوبية العديد من البطولات على الأرض للتصدي لإرهاب المليشيات الإخوانية. 

في الوقت نفسه، أغفلت حكومة الشرعية مواجهة الحوثية، ولم تعد الحرب على المليشيات الانقلابية مدرجة على أجنداتها السياسية والعسكرية والإعلامية، مقابل تزايد وتيرة التآمر على الجنوب. 

"انبطاح" مليشيا الشرعية أمام الحوثيين، بحسب توصيف العديد من الخبراء والمحللين، أمرٌ لا يثير الاستغراب، وليس بالأمر الجديد، فبعد أن تمكّن حزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على حكومة الشرعية، عمد إلى تجميد العديد من الجبهات أمام الحوثيين، كما سلّم المليشيات مناطق استراتيجية. 

أسفرت هذه "الخيانات" من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية عن تعطل الحسم العسكري أمام المليشيات الحوثية، وهو أمر كبّد التحالف العربي مزيداً من الكلفة في الحرب الراهنة أمام الانقلابيين. 

ومع تصاعد "التآمر" الإخواني ضد الجنوب، الذي اتخذ منحى تصاعدياً في الفترة الأخيرة، فإنّ المزيد من المكاسب تحققها المليشيات الحوثية جرّاء هذا الإهمال المتعمد من قِبل حكومة الشرعية. 

ويرى خبراء في هذا الإطار، أنّ حسم الحرب الدائرة أمام الحوثيين يتطلب اسئصال النفوذ الإخواني المهيمن على مفاصل حكومة الشرعية، وبالتالي إعادة ضبط بوصلة الحرب التي شوّهتها المليشيات الإخوانية.