عويل هادي الذي قلب الطاولة عليه.. كيف تغيّرت نظرة العالم للرئيس المؤقت؟

الاثنين 2 سبتمبر 2019 01:20:24
"عويل" هادي الذي قلب الطاولة عليه.. كيف تغيّرت نظرة العالم للرئيس المؤقت؟
أفرزت التطورات التي شهدها الجنوب مؤخراً، والحملات العدوانية الإرهابية من قِبل مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر عن واقعٍ جديد في تعاطي المجتمع الدولي مع حكومة "الشرعية"، وسياسة العويل التي أدمنها الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي.
تجلّى هذا التغيير مثلاً في تغيُّر لهجة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تجاه الراهن، ودعوته لحكومة الشرعية بأن تلجأ للحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي لحل الأزمة الراهن، ما يبرهن على أنّ الجنوب بات رقماً أساسياً في معادلة الحل المقبلة، وأنّه لا تنازل عن استعادة دولته وتحريرها من براثن الإرهاب المتلفح بغطاء الشرعية.
في هذا السياق، يقول الخبير الأمريكي البارز تيودور كاراسيك كبير الباحثين في معهد "جولف ستيت أنالاتيكس" إنَّ التغيُّر اللافت في تصريحات بومبيو تعكس حالة سأم لدى المجتمع الدولي من استمرار التعويل على حكومة هادي، حيث يطول أمد الحرب دون أن يتغير الواقع.
وأضاف في تصريحات لوكالة "إرم نيوز": "التغيير بتصريحات الوزير الأمريكي لافت، فضلًا عن أنّه جاء بعد تسليط الضوء على صلات حكومة هادي بجماعات متطرفة، لن يدعمها المجتمع الدولي بطبيعة الحال".
وتابع: "المجتمع الدولي رفض تنظيم الإخوان في أكثر من دولة بالمنطقة لأنّهم كانوا أداة لبث الفوضى وانتشار الإرهاب، وحين يفكر العالم بمعضلة سيطرة حزب الإصلاح الإخواني على حكومة الشرعية في اليمن وصعوبة إمكانية التخلُّص من سطوة الحزب مستقبلاً تتخوف الدول من المضي قدمًا بإعطاء الشرعية لهادي، وهكذا أدت الأحداث الأخيرة إلى تصريحات بومبيو غير المسبوقة".
حزب الإصلاح الإخواني تمكّن من أن ينخر في عظام الشرعية كسرطانٍ خبيثٍ، وبات هو المتحكم ومتّخذ القرار، وذلك طبقاً لمصالحه وأجنداته وبما يُحقِّق أهدافه، حتى حوّل إلى معسكرات إرهابية، تناست الحرب مع مليشيا الحوثي الانقلابية، وأصبح شاغلها الشاغل هو احتلال الجنوب وترويع أمن واستقرار شعبه.
وبعدما ترك "المؤقت" هادي للمليشيات الإخوانية الحبل على الغارب، لجأ إلى إتباع الصراخ والعويل أمام المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول من الخارج، بينما قوبلت هذه السياسات من قِبل حكومة الشرعية بمزيدٍ من النفور الدولي منها، إزاء تسبّبها في تعقيد المشهد الراهن.
ويمكن القول إنّ مليشيا الشرعية الإخوانية التي تمارس تبجُّحاً ضد الجنوب، تمارس في الوقت نفسه انبطاحاً أمام مليشيا الحوثي الانقلابية، وهو أمرٌ لا يثير الاستغراب، وليس بالأمر الجديد، فبعد أن تمكّن حزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على حكومة الشرعية، عمد إلى تجميد العديد من الجبهات أمام الحوثيين، كما سلّم المليشيات مناطق استراتيجية. 
أسفرت هذه "الخيانات" من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية عن تعطل الحسم العسكري أمام المليشيات الحوثية، وهو أمر كبّد التحالف العربي مزيداً من الكلفة في الحرب الراهنة أمام الانقلابيين.