جرائم مليشيات الشرعية تظهر الجانب الخفي في علاقة الأحمر بالقاعدة

الاثنين 2 سبتمبر 2019 21:17:00
جرائم مليشيات الشرعية تظهر الجانب الخفي في علاقة الأحمر بالقاعدة

لم يكن جنرال الإرهاب، علي محسن الأحمر يدري أن جرائم مليشيات الشرعية في الجنوب كاشفة للجانب الخفي في علاقته بتنظيم القاعدة، بعد أن تورطت المليشيات في الانخراط والتعاون مع التنظيم الإرهابي الذي عادت هجمات على الجنوب بالتزامن مع جرائم الإصلاح الذي يتبعه بل ويقوده من الخفاء على محسن الأحمر.

على مدار الأيام الماضية منذ وقوع الحادث الإرهابي الأخير في عدن، كان لابد من البحث عن أسباب ودوافع العودة السريعة لتنظيم القاعدة على مستوى العمليات بعد أن استطاعت النخب والأحزمة الأمنية والقوات الجنوبية من إنهاء خطرها على مدار السنوات الماضية، وهو ما دفع العديد من وسائل الإعلام والمراقبين للبحث والتدقيق بعد وجدوا أن الأمر برمته يرتبط بالعلاقة التاريخية بين الأحمر والتنظيمات الإرهابية.

وخلال الأيام الماضية تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يكشف العلاقة السرية بين علي محسن الأحمروقاسم الريمي زعيم تنظيم "القاعدة"، وكشف الفيديو أن علاقة الأحمر بالتنظيم تعود إلى عام ٢٠١٧، وأشار إلى أنه أتاح أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التى تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.

وأحتوى الفيديو على معلومات بشأن قيام "الأحمر" وقيادات حزب الإصلاح، بمنح مئات الرتب العسكرية لعناصر بينهم من ينتمى لتنظيم القاعدة بشكل مخالف للقوانين، فضلًا عن منح رتب عسكرية لأطفال لم تتجاوز سنهم الـ15.

وتناقلت العديد من وسائل الإعلام الدولية، مقال كتبه الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، بيتر ساليسبري، عام 2017 قد أشار إلى اتهامات بحق علي محسن الأحمر بإتاحة تربة خصبة للمجموعات والفصائل التي تحولت فيما بعد إلى ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وهو فرع القاعدة في اليمن.

تاريخ الجنرال علي محسن الأحمر مع القاعدة والجنوب حافل، فهو من قام بجلبهم من أفغانستان لقتال أبناء الجنوب في العام 1994 بحجة القضاء على الشيوعية، وسلمهم محافظات كاملة هدية بمناسبة مشاركتهم في الحرب .

ساهم الأحمر منذ ذلك التاريخ بدعم التشدد في الجنوب، من خلال دعم وإنشاء معسكرات تدريب للقاعدة، ومعاهد تعليمية متشددة، بالإضافة إلى منح الرتب العسكرية والرواتب لهذه العناصر، وهو ما سهل تمددها وتوسعها حتى أعلنت عن السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة أبين في العام 2012 ومن ثم السيطرة على مدينة المكلا عام 2015 .

ساهمت دول التحالف العربي بشكل كبير في تأمين المحافظات المحررة من مليشيا الحوثي، إذ كان تدخلها في اليمن إيجابي ودعمت قوات الأمن وأشرفت دولة الإمارات بشكل مباشر على تدريب قوات مكافحة الإرهاب والنخب الشبوانية والحضرمية والتي حققت نجاحات مذهلة في مكافحة الإرهاب .

خلال اقل من عامين تم تطهير كافة المحافظات الجنوبية، وهو ما ساهم في الحد من أعمال التنظيمات الإرهابية وتهديدها الأمن القومي العربي والعالمي. هذه الانتصارات حظت بإشادات إقليمية ودولية وعربية، وعادت الثقة للمواطن في المحافظات الجنوبية بالأجهزة الأمنية بعد سنوات من فقدان الثقة بينهم .

الحرب الأخيرة التي شنها جنرال الإرهاب العجوز على الجنوب تحت غطاء شرعية هادي كشفت المخطط الخطير لعودة الإرهاب إلى المحافظات الجنوبية، حيث أظهرت الإحداث الأخيرة في شبوة وعدن ولحج وأبين أن هدف الحملة التي دعمها الأحمر هدم الأجهزة الأمنية التي تحارب الإرهاب .

دفع الإرهابي الأحمر بالمئات من عناصر القاعدة المتواجدين في مأرب والبيضاء وجبال أبين للمشاركة في هذه القوات، لعلمه أن هناك حقد من هذه العناصر على الأجهزة الأمنية .

وسائل إعلام دولية وعربية ومحلية وشهود عيان أكدوا أن عناصر القاعدة قاتلت إلى جوار قوات علي محسن الأحمر وهو ما يعني أن الهدف الحقيقي كان السيطرة من قبل هذه القوات على الجنوب مجدداً .